دعت الامم المتحدة من خلال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاراضي المحتلة "اوتشا"، في رسالة عاجلة لها ، الدول المانحة والمجتمع الدولي للعمل على انقاذ قطاع غزة فوراً ورفع الحصار عن سكانه قبل فوات الاوان، محذرة من انهيار القطاعات الاساسية والحيوية وخاصة البنى التحتية وقطاعي الصحة والتعليم .
ورحبت الامم المتحدة في تقرير لها امس، بفتح معبر رفح خلال شهر رمضان المبارك والسماح بدخول المساعدات الطبية المصرية ، وكذلك دخول أربع شاحنات أردنية عبر معبر "إيرز" محملة بمستلزمات طبية للمشفى الأردني في القطاع، وخروج ١١ من مصابي مسيرات العودة للعلاج في المستشفيات الاردنية .
ولفتت الى وضع القطاع الصحي الفلسطيني في القطاع والنقص الحاد في المستلزمات الطبية ووضع الاطباء والطواقم الطبية المنهكة من حجم الحالات التي ترد للمستشفيات جراء الاستهداف الإسرائيلي للمشاركين في مسيرات العودة على طول الحدود .
ولا يزال يقوض العمليات الإنسانية ، النقصُ الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والصعوبة في الحصول على رعاية طبية خارج غزة وفجوة التمويل الكبيرة.
وكان المنسق الإنساني في الامم المتحدة جيمي مكغولدريك، قد دعا خلال الايام القليلة الماضية، إلى تقديم تمويل عاجل لتلبية الاحتياجات الإنسانية لضحايا العنف في غزة، وقال: "ان الوضع في غزة مأساوي، والأزمة بعيدة كل البعد عن الانتهاء. لكل شخص قُتل أو أصيب هذا الأسبوع وفي الأسابيع السابقة، هنالك عائلة وشبكة من الأصدقاء المتضررين."
وبالنظر الى الارتفاع الكبير في عدد الضحايا الفلسطينيين منذ ٣٠ آذار الماضي ، تركزت الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة على تقديم رعاية طبية فورية ومنقذة للحياة، وخدمات في الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، تحديداً الأطفال، ورصد انتهاكات محتملة والتحقق منها وتوثيقها. وتظهر هذه الاحتياجات الجديدة في سياق أزمة إنسانية وحقوقية قائمة قد خلفتها ١١ سنة من الحصار الإسرائيلي، إلى جانب الانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني، وأزمة الطاقة المزمنة التي يعاني منها مليوني مواطن في غزة، مع انقطاعات في الكهرباء تصل الى ٢٢ ساعة يومياً في المتوسط، مما يعيق بشكل كبير تقديم خدمات أساسية.
وحذرت الامم المتحدة السلطات الإسرائيلية من استخدام الرصاص الحي في تفريق المسيرات السلمية خاصة مطلع الشهر المقبل ، حيث من المفترض أن يكون يوم ٥ حزيران ذروة الاحتجاجات، لأنه يصادف ذكرى نكسة 1967 .
واشارت الامم المتحدة الى نتائج عقد الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة ، ولمناقشة الوضع المتدهور لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، في أعقاب أحداث الأسبوع الماضي. وقال التقرير ان نتيجة التصويت كانت حاسمة ، بتصويت ٢٩ مقابل اثنين، وامتناع ١٤ من التصويت، حيث أدان المجلس "الاستخدام غير المتناسب والعشوائي للقوة من قبل القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين" . ودعا إلى تشكيل "لجنة تحقيق دولية مستقلة" على وجه السرعة، للتحقيق في قتل فلسطينيين خلال الاحتجاجات.
واشارت الى إغلاق المعابر المؤدية للقطاع غزة وقالت :"لقد تم اغلاق معبر إيرز، باستثناء مرور الحالات الإنسانية العاجلة ، كما أُغلقت قوات الاحتلال معبر كرم أبو سالم، والذي يعتبر المدخل الرئيس لمرور البضائع من وإلى غزة. وكان المعبر قد فُتح جزئياً على الرغم من الضرر الذي لحق به في ثلاث مناسبات خلال المظاهرات، واستؤنف العمل جزئياً في برنامج وقود للطوارئ التابع للأمم المتحدة بعد توقفه بشكل تام لمدة أربعة أيام، حيث تم ادخال أكثر من ١٥٠٠٠٠ لتر من الوقود للمنشآت الطبية ومنشآت المياه والصرف الصحي عبر كرم أبو سالم يومي ١٦ و١٧ أيار الجاري .
وقد أعلنت السلطات المصرية يوم ١٧ الجاري عن فتح معبر رفح خلال شهر رمضان المبارك بأكمله، وكان المعبر قد فُتح بشكل استثنائي لمدة ستة أيام خلال الأسبوع الاخير ، وهي المدة الأطول منذ العام ٢٠١٤. كما وتم السماح بدخول ٥٧ شاحنة محملة بالبضائع عبر رفح من قبل السلطات المصرية، ثلاث منها تحمل مستلزمات طبية تبرع بها الهلال الأحمر المصري، بحسب التقارير.