التقى الامين العام لجبهة النضال الشعبي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.أحمد مجدلاني ، بأمين عام حزب الاستقلال المغربي نزار بركة، وذلك في العاصمة المغربية الرباط، كما التقى د. مجدلاني مع تجمع المثقفين والمبدعين المغاربة.
وأكد مجدلاني على اهمية تمتين العلاقات المغربية الفلسطينية، وتجديد الروابط بين الحركة الوطنية الفلسطينية ونظيرتها المغربية، إلى جانب توحيد الجهود لمواجهة المخططات التي تستهدف فلسطين والمنطقة.
وأطلع مجدلاني نظيره أمين عام حزب الاستقلال على آخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية عقب نقل سفارة واشنطن والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
واشار الى أن القيادة الفلسطينية ترى أن دور الولايات المتحدة قد انتهى تماما كراع لعملية السلام حيث تسعى الأخيرة إلى فرض حل الدولة في غزة وتقاسم المهمات الإدارية في الضفة بما يفضي إلى تكريس واقع الفصل والاضطهاد العنصري ، خاصة وأن من يحكم دولة الاحتلال هو اليمين الفاشي العنصري الذي أزال السلام من كل حساباته ويعتمد الاستيطان نهجا له.
وقال مجدلاني أنه وفي ظل هذه السياسات والإنحياز الأمريكي للاحتلال، فإن القيادة الفلسطينية باتت تدعو إلى رعاية دولية واسعة ومتعددة الأطراف لعلمية السلام، كسبيل لحل الصراع.
وأعرب مجدلاني عن اعتزاز منظمة التحرير الفلسطينية بالعلاقات التاريخية التي تربطها بالحركة الوطنية المغربية، وقال " إننا معجبون جدا بحالة التعددية السياسية في المغرب والحياة الديمقراطية فيها، ونعلم أن القضية الفلسطينية هي ثابت ونقطة إجماع لدى الكل المغربي ملكا وحكومة وأحزاب، حيث ورغم كل ما تمر به المنطقة لازالت القضية الفلسطينية ثابت أساس في المسار السياسي المغربي ".
واكد حرص القيادة الفلسطينية على تمتين علاقات التعاون بين الجانبين على كافة الصعد استمرارا لمسيرة الكفاح المشترك دفاعا عن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن المساعي تنصب حاليا في تحريك العالم عبر توسيع النشاط الفلسطيني في مختلف المحافل والهيئات والمنظمات الدولية، بما في ذلك الإئتلافات على أساس أيدولوجي أو سياسي مثل ائتلاف الاشتراكية الدولية، وهو ما تستطيع أحزاب الحركة الوطنية المغربية ونظرا لثقلها ودورها البارز أن تعززه وتعمل على إنجاحه عبر تحقيق التواصل مع مختلف الأحزاب في الساحة الدولية والأوروبية وتدعيم الموقف الفلسطيني وخيار حل الدولتين المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية.
وتحدث مجدلاني كذلك عن الوضع الداخلي في الساحة الفلسطينية، حيث بين الظروف التي عقدت فيها الدورة 23 للمجلس الوطني والنتائج التي خرج بها المجلس لمواجهة المخططات التصفوية التي تمر بها القضية، معتبرا أن إنهاء الانقسام بات ضرورة ملحة لا يمكن من دونها تحقيق تقدم في المسار الفلسطيني، وهو ما تسعى القيادة لتحقيقه بشتى الطرق والوسائل.
ووجه مجدلاني دعوة إلى أمين عام حزب الاستقلال وقيادة الحزب لزيارة فلسطين، والإطلاع على الأوضاع فيها ميدانيا
من جانبه رحب أمين عام حزب الاستقلال المغربي بالدكتور مجدلاني، معتبرا أن زيارته تأتي تكريسا لعلاقات تاريخية ربطت حزب الاستقلال بالحركة الوطنية الفلسطينية والثورة الفلسطينية، وأن الحزب يعتبر القضية الفلسطينية جزء أصيل من برنامجه السياسي ونشاطه. مؤكدا أن حزبه وفي ظل المخاطر التي تهدد الوضع الفلسطيني سيسخر كل جهوده وإمكاناته في الفترة المقبلة للعمل باتجاهين، الأول العمل داخليا لتوحيد كامل الجهود المغربية لحماية القضية والحفاظ على جذوتها، فيما الاتجاه الثاني فهو العمل على الساحة الدولية مع مختلف الهيئات والأصدقاء والأحزاب وتحديدا في أوروبا لتدعيم الموقف الفلسطيني.
واشار إلى أن حزب الاستقلال سيستثمر عضويته في ائتلاف أحزاب الوسط الدولي لتحقيق هذه الغاية، كما أكد بركة أن الحزب يضع كامل إمكاناته وأذرعه الإعلامية والحزبية المختلفة في خدمة فلسطين والقضية، وتقديم كل ما يلزم لنصرة الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة.
يذكر أن حزب الاستقلال المغربي هو أقدم أحزاب الحركة الوطنية المغربية، وقد ارتبط ظهوره بمقاومة الاستعمار الفرنسي بقيادة الزعيم التاريخي علال الفاسي، وقد جاء لقاء د. مجدلاني بأمين عام حزب الاستقلال في إطار جملة من اللقاءات والاتصالات التي أجراها عضو مع أحزاب وتشكيلات الحركة الوطنية المغربية أثناء زيارته المملكة، والتي كان من بينها حزب التقدم والاشتراكية، والإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وتجمع المثقفين والمبدعين المغاربة.