قالت البرلمانية هاجر بالشيخ أحمد إن الإسلام ليس دينا لكل التونسيين. وأشارت إلى أن الدولة راعية للدين داخل دور العبادة فقط وليس في الشارع والمقاهي، مطالبة السلطات التونسية بفتح المقاهي خلال شهر رمضان المبارك.
وكانت وزارة الداخلية ردت أخيرا على سؤال للبرلمانية المذكورة حول استمرار العمل بـ»منشور مزالي» (نسبة إلى رئيس الحكومة السابق محمد مزالي) الذي صدر عام 1981 ويقضي بإغلاق المقاهي خلال شهر رمضان، حيث أكدت الوزارة أن السماح بفتح المقاهي خلال نهار رمضان قد يتسبب باستفزاز مشاعر المسلمين، وربما تستغله الجماعات المتطرفة للتحريض ضد الدولة أو ارتكاب أعمال إرهابية، مشيرة إلى أنها تسعى إلى الموازنة بين مهامها المتعلقة بحفظ الأمن وواجبها في حماية حرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية، فضلا عن احترام مشاعر المسلمين ومقدساتهم «أسوة بالإجراءات المتخذة في عدد من البلدان الأوروبية الرائدة في مجال الحقوق والحريات».
وقالت بالشيخ أحمد في تصريح إذاعي «عندما نقول إن الإسلام دين الدولة، فهذا لا يعني أن الإسلام دين كل التونسيين»، مشيرة إلى أن «الدستور يتضمن بابا كاملا للحقوق والحريات، والتضييق عليها لا يتم إلا بنص قانوني».
كما اعتبرت أن «الدولة راعية للدين في المساجد وداخل أماكن العبادة وليس في الشارع والمقاهي»، مضيفة أن «الاقتصار على فتح المقاهي السياحية في شهر رمضان فيه عدم مساواة بين أصحاب المقاهي».
وكان «الائتلاف المدني من أجل الحُريات الفردية» (31 منظمة مدنية) دعا في رسالة موجهة إلى الرؤساء الثلاثة إلى «إبطال المناشير التي تتعارض بشكل صارخ مع أحكام التشريع الأعلى للدولة خاصة منها منشور صدر سنة 1981 يتعلق بغلق المحلات التجارية خلال شهر رمضان ويدعو بصفة عامة إلى تطبيق مختلف أحكام الدستور المتعلقة بالحقوق والحريات». كما عبّر عن قلقه من «طريقة تعامل السلطات مع ملف الحريات الفردية»، منتقدا ما ورد في رد وزارة الداخلية على سؤال البرلمانية هاجر بالشيخ أحمد.
وطالب داعية تونسي معروف السلطات بإغلاق المقاهي خلال شهر رمضان حفاظا على «السلم الاجتماعي»، منتقدا من أسماهم بـ»شياطين الأنس» الذين قال إن لديهم شك في هويتهم الإسلامية يدفعهم للمطالبة بالمجاهرة بالإفطار.
وقال الداعية بشير بن حسن مخاطبا من يطالب بالسماح بافتتاح المقاهي والمطاعم في نهار رمضان «تونس دينها الإسلام ولغتها العربية، لا أحد يطلب منكم الصوم (بالإكراه) فمن عمل صالحا لنفسه ومن أساء فعليها، ترغب بانتهاك حرمة رمضان فهذا شأنك، لكن أن تعلن ذلك في مجتمع مسلم لم تعارف على التجاهر بالفطر في رمضان منذ أن دخل الإسلام إلى تونس – حتى في عهد بورقيبة وبن علي – فهذا غير مقبول. والنبي محمد يقول «كل أمتي معافى إلا المجاهرون». إذا كان الشخص مسافرا في مطار أو في طريق سريع فالإفطار ممكن، ولكن إذا كان داخل المدن فهذا انتهاك للدين في مجتمع مسلم».
وأضاف في فيدو نشره على حسابه على موقع «فيسبوك»: «شياطين الإنس في تونس لا يعرفون التصفيد (ليس هناك من يقيدهم) في رمضان أو خارجه، عُقدتم الدين والشعائر الإسلامية، وهم لا يتجرؤون على نقد الشعائر الأخرى لأن عندهم انفصام في الشخصية وشك في هويتهم الإسلامية، وليسوا مقتنعين بالانتساب لهذه الأمة».
وتابع بن حسن «ترغبون بانتهاك شهر رمضان بكل تلقائية، هذا منكر عظيم يجب إنكاره بالوسائل السلمية والقانونية. (…) أشد على يد وزير الداخلية الذي أكد على ضرورة إغلاق المقاهي والمطاعم في شهر رمضان إلا مقاهي ومطاعم الطرق والمطارات. (وهذا ضروري) حسما لمادة الشر والنزاع ومحافظة على السلم الاجتماعي وحرمة شهر رمضان وقدسيته، واحتراما لمشاعر أكثر التونسيين الذين يلتزمون بالصيام».