قال مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، إن فلسطين تشهد كل عام عبور 500 مليون طائر، كونها أهم ثاني موقع عالمي لهجرة الطيور المُحلّقة، ومعبرًا هامًا للهجرة.
جاء ذلك في نشرة تعريفية أصدرها المركز لمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة، الذي يصادف 12 من شهر أيار الجاري.
وتابع المركز أن العام 2018 يمثل بداية جديدة لليوم العالمي للطيور المهاجرة، الذي يوحّد الآن ممرات الطيور الكبرى المهاجرة على كوكب الأرض، أو الطرق السريعة، وهي الممرات الأفريقية- الأوراسية، وطرق شرق آسيا-أستراليا، والأميركتين.
ووفق النشرة التعريفية، فإن شعار هذا العام يحمل عنوان: "توحيد أصواتنا للحفاظ على الطيور"، كما يطلق على 2018 "عام الطائر"، في محاولة "لتعزيز الاعتراف والتقدير العالميين للطيور المهاجرة، وإبراز الحاجة الملحة للحفاظ عليها، وزيادة مستوى الوعي حول التهديدات العامة والخاصة التي تواجهها".
وقال المركز إن السبب الرئيسي لكثرة الأعداد والأنواع من الطيور المهاجرة عبر فلسطين، هو موقعها الجغرافي الحيوي بين القارات الثلاثة، آسيا وإفريقيا وأوروبا، ووقوعها في منتصف طريق الهجرة لكثير من الطيور. وتحظى فلسطين بأهم مسارات هجرة الطيور في ثلاثة مواقع: المناطق الواقعة ضمن حفرة الانهدام وهي الأغوار وأريحا، وسلسلة جبال القدس، والسهل الساحلي. وهي مواقع تمت دراستها من باحثي المركز، وجرى إنشاء 5 محطات مراقبة وتحجيل (دائمة أو موسمية) فيها?.
ويأتي القسم الأكبر من الطيور المهاجرة من أوروبا ووسط آسيا وغربها، وتقضي الشتاء في أفريقيا. وهذه الطيور تعبر فلسطين وتختار خطوط هجرة مختلفة خلال هجرتي الخريف والربيع. ويُلاحظ بعضها بأعداد أكبر خلال الخريف مثل النكّات (السّياف)، فيما يُشاهد البعض الآخر بأعداد أكبر خلال الهجرة الربيعية كاللقلق الأبيض، الذي يعتبر من أكثر الطيور المهاجرة مشاهدة خلال الربيع، وتشاهد منه أسراب مُحلّقة بالمئات أو بالآلاف مستخدمة تيارات الهواء الساخن، ومتجهة شمالاً، وهي تهبط للطعام والراحة. كما أن العديد من الطيور الجارحة تُحلّق فوق فلسطين، في خطوط هجرة محددة، وأكثرها عدداً حوّام النحل، إذ تم تسجيل نصف مليون طائر منه في سنة واحدة، في وقت تشهد فلسطين كل عام عبور أكثر من 500 مليون طائر، كون بلادنا أهم ثاني موقع عالمي لهجرة الطيور المُحلّقة، ومعبرًا هامًا للهجرة.
وأضاف المركز أن الطيور تشكل مؤشرا بيولوجيًا هامًا، وهي أساس مهم في المكافحة العضوية للآفات، عبر التهام الطيور للحشرات الضارة. ويعتبر طائر اللقلق الأبيض (أبو سعد) صديقًا للمزارع خاصة وقت حراثة الأرض؛ لالتقاطه الزواحف والقوارض?. وهناك دور حيوي للطيور المهاجرة في النظم البيئية ومقومات الحياة على الأرض، وتعيد الأمل للتخلص من الزراعات الكيماوية والعودة للعضوية منها، وبخاصة في حال تطوير المكافحة العضوية للآفات، التي تساهم أنواع عدة من الطيور في تحقيقها، من خلال تنظيف البيئة من الجيف والقوارض والحشرات المسببة بالآفات والفيروسات?.
وأصدر المركز عام 2015 قائمة طيور فلسطين، وهي دراسة عن الطيور في دولة فلسطين، جرى خلالها توثيق وحصر(373) نوعًا من الطيور، تشمل (22) رتبة و(64) عائلة أساسية، و(30) عائلة فرعية، و(186) جنسًا، والتي جرى تحجيلها ورصدها ومراقبتها وتوثيقها في الضفة الغربية وغزة. فيما كانت التقديرات السابقة تشير لعدد أقل?.
ورصدت القائمة 16 ألف طائر في محطات المركز الدائمة والموسمية: بيت جالا، وأريحا، وطولكرم، ومرج ابن عامر( جنين)، باستثناء محطة فقوعة التي افتتحت في نيسان الماضي، خلال فعاليات الأسبوع الوطني الحادي عشر لمراقبة الطيور وتحجيلها، الذي أطلقه المركز بالتعاون مع سلطة جودة البيئة.
ودعا المركز إلى الاعتناء بموائل الطيور والمحافظة عليها، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض منها، ومحاربة الصيد الجائر الذي تتعرض له، وحظر الاتجار بالحيوانات البرية، وإنشاء قاعدة معلومات لتوثيق الطيور، مساراتها، وخطوط هجرتها، وأماكن تفريخها، وبناء استراتيجية وطنية خاصة بحماية التنوع الحيوي، والإعلان عن الأنواع المهددة بالانقراض وصون المناطق المهمة للطيور، وسن تشريعات وتفعيل القوانين السارية لغرض حماية التنوع الحيوي، والدعوة إلى الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة، والمساهمة في تطوير متحف التاريخ الطبيعي لفلسطين التابع للمركز ليصبح متحفًا وطنيًا لفلسطين، بجانب البدء بتطوير الوعي البيئي، وتحفيز الإعلام في بلادنا لإعطاء قضايا البيئة المساحة التي تستحقها.