تحت هذا العنوان يكتب الوزير والنائب السابق إفرايم سنيه، في "هآرتس":
أنه لا توجد وسيلة لفهم أو التغاضي عما قاله رئيس السلطة الفلسطينية في المجلس الوطني الفلسطيني. ويقول أبناء شعبه إن هذه على ما يبدو طريقته للتكفير عن فشل الطريق التي دافع عنها طوال حياته كزعيم: طريق مقاومة الإرهاب والسعي إلى اتفاق مع إسرائيل. لقد فشلت مساعيه لأنه منذ انتخابه في كانون الثاني 2005، اهتمت جميع حكومات إسرائيل، التي عرفت أنه أكثر المعتدلين بين القادة الفلسطينيين، بإهانته وإضعافه، وتفضيل حماس فعلاً عليه. عندما حاول إيهود أولمرت، بل ونجح، في التوصل إلى اتفاق معه في نهاية صيف عام 2008، كان فصله من منصبه قد أصبح حقيقة واقعة. وباستثناء ذلك، أهدرت الحكومات الإسرائيلية الفرصة التي كانت أمامها في اليوم الذي حل فيه محمود عباس محل ياسر عرفات. إنها لم ترغب فيه ولا بالتسوية التي كان يمكن تحقيقها معه. هذه هي الحقيقة.
ومع ذلك، فإن الذين يعتزمون بجدية دفع اتفاق في أرض إسرائيل، ليس لديهم أي خيار سوى خلق سرد للمصالحة لا يستند إلى الجهل وإنما إلى فهم حساسيات الطرف الآخر. والتصريحات الخطيرة التي أدلى بها أبو مازن، والمستفزة جدا، تشهد قبل كل شيء على الجهل وسوء الفهم العميق للجانب الإسرائيلي وللشعب اليهودي.
القضية الأكثر حساسية على كلا الجانبين، هي ارتباطهما التاريخي بأرض إسرائيل بكل أجزائها. يجب على الفلسطينيين، على النقيض من كل الهراء الذي سمعناه في الماضي وهذا الأسبوع، أن يفهموا أن مهد التراث التاريخي للشعب اليهودي يكمن في قلب الضفة الغربية. لم يتنبأ إرميا وعاموس بحولون أو في بات يام، بل في عناتوت وتكوع. ماضينا الوطني مغروس في شيلو وبيت إيل وطريق إفراتا. نعم، لدينا حق العودة إلى هذه الأماكن. جميع الإسرائيليين الذين يؤيدون حل الدولتين وتقسيم الأرض يتخلون عن تنفيذ هذا الحق، حتى بالثمن الباهظ، الذي لا يمكن تجنبه، وهو إجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين حققوا العودة. ويهدف هذا التخلي إلى توفير حياة سلمية في أرض إسرائيل، تشمل دولة يهودية وديمقراطية على معظم أراضيها.
يتمسك الفلسطينيون "بحق العودة". لكنهم تخلوا عن العودة. لقد قال عباس ذلك علنا عن منزله في صفد، وتم التعامل معه بازدراء من قبل حماس. إنهم يعرفون أن اللاجئين لن يعودوا للعيش داخل دولة إسرائيل ذات السيادة. وليس من قبيل الصدفة أن حماس تواجه صعوبة في حشد الجماهير من أجل عرضها الاستفزازي على حدود غزة. ومع ذلك، فإن الفلسطينيين، حين يتحدثون عن "حق العودة"، يقصدون في الواقع ارتباطهم التاريخي مع يافا، اللد، الرملة، ومئات القرى التي هُجرت في عام 1948. يجب علينا نحن الإسرائيليين أن نفهم هذا ونحترمه. يجب التمييز بين الحق وإدراكه. يمكن بناء سرد المصالحة على أساس أنه من أجل التعايش بين كيانين محليين في أرض إسرائيل، يتنازل الطرفان عن تحقيق ما يعتبره كل منهما حقه التاريخي.
من الممكن أن يقوم دونالد ترامب، بناءً على طلب من بنيامين نتنياهو، بتضمين خطته المتوقعة مبدأ التخلي عن "حق العودة". حاليا، هذه هي وصفة واضحة لمنع أي مفاوضات، ولكن إذا تمت كتابة سرد توفيقي يتضمن التنازل المتبادل عن تطبيق حق العودة، فسيتم فتح الطريق إلى الحوار.
على كلا الجانبين التحلي بالشجاعة لبناء صيغة جديدة تستبدل الجمود والجهل.
هارتس