أحيا مركز الجالية الفلسطينية الأميركية في مدينة شيكاغو، بالتعاون مع الجمعية الخيرية المتحدة للأراضي المقدسة، الذكرى السبعين للنكبة.
وقال رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا: إن ذكرى النكبة ليست حدثا تاريخيا نستذكره انما هي واقع نعيشه منذ احتلال فلسطين وتهجير أهلها وتحويلهم الى لاجئين في كافة انحاء العالم.
وتابع: يريدون لنا في داخل فلسطين أن نحزم امتعتنا ونغادر ونقول لهم بأننا باقون في القدس وكافة انحاء فلسطين وإن ملايين اللاجئين حول العالم هم من سيحزمون امتعتهم للعودة الى وطنهم وقدسهم في القريب العاجل.
وخاطب حنا أبناء الجالية مطالبا إياهم برص الصفوف وبذل قصارى الجهود من أجل خدمة القضية الفلسطينية، وفضح ممارسات وسياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلية العنصرية، التي تقترفها الأخيرة بحق شعبنا، لتدمير قضيته وتهويد مقدساته الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وغيرها من المدن التي تعاني بشكل متواصل جراء تلك السياسات الهادفة الى القضاء على الوجود الفلسطيني أرضا وشعبا وتاريخا.
وأشار إلى جملة من الإجراءات والسياسات التي تقترفها سلطات الاحتلال بحق المدينة المقدسة، والواقع اليومي الذي يعيشه شعبنا في الأراضي المقدسة، مؤكدا تماسك أهل تلك الأرض مسلمين ومسيحين، وبقائهم صامدين في وجه غطرسة الاحتلال الإسرائيلي، وبقائهم أحرارا شامخين بوحدتهم، وتكاتف هلالهم مع صليبهم حتى دحر الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
ورفض حنا وصف المسيحيين في فلسطين بالأقلية، معتبرا إياهم مكونا أساسيا من مكونات الأمة العربية بشكل عام، والشعب الفلسطيني بشكل خاص، مشيرا الى أن المسيحية في فلسطين ليست بضاعة مستوردة من الغرب، إنما هي نبتة مغروزة في الأرض المقدسة.
وأضاف، سعى الاحتلال على مدار سنوات على إثارة الفتنة الطائفية في الأرض المقدسة، لكن شعبنا بثقافته ووعيه وانتمائه الصادق أفشل كل تلك المخططات وجعل من الوحدة المسيحية الإسلامية أكبر مصدر ذعر وإزعاج وإرباك لسياساته العنصرية والهمجية التي يتبناها بشكل مستمر بحقنا.
وقال: إن بلفور أصدر وعده المشؤوم قبل مئة عام، وبعد مئة عام جاء ترمب ليصدر وعده المشؤوم أيضا بإعلان نقل السفارة الأميركية الى القدس، مؤكدا أن الرفض والغضب والاستنكار الذي قوبل به وعد بلفور هو ذاته الذي يُقابل به وعد ترمب، مشددا على أن نقل السفارة لن يغير من القدس شيئا بل ستبقى فلسطينية بتاريخها وتراثها ومقدساتها.
وأدان حنا، اختيار ترمب للإعلان عن نقل السفارة بالتزامن مع أعياد الميلاد، مؤكدا أن ترمب تناسى رسالة أعياد الميلاد ورسالة صاحب الميلاد الذي أتى الى العالم ليكون نصيرا للمظلومين والفقراء والمُعذبين.
واعتبر حنا أن حالة الانقسام السياسي داخل فلسطين وحالة التشتت التي تشهدها المنطقة العربية برمتها كانت السبب الرئيس لإعلان ترمب قراره بشأن القدس، والتمهيد لإتمام ما سُميت بصفقة القرن، مشيرا الى أن الربيع العربي كان ولا زال السبب الحقيقي وراء الكوارث التي تشهدها المنطقة من تدمير لدول كاملة بتاريخها وثقافتها وعراقتها وإرثها.