يشهد الواقع السياسي حالة من التوتر بين العدو الإسرائيلي و إيران، بعد الاستهداف الإسرائيلي لمواقع إيرانية في سوريا، وخشية الإسرائيليين من الرد الإيراني، كما تعمل إسرائيل على استثمار الوقت من أجل المساهمة في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
- الجهد الإسرائيلي لا ينصب في الحد من قدرات إيران الصاروخية وتطوير برامجها التسليحية، بل بصورة أساسية على منع أو الحد من التواجد العسكري الإيراني في سوريا بما يشكل تهديداً استراتيجياً.
- نجحت إسرائيل على الصعيد التكتيكي في استهداف قواعد إيرانية في سوريا، مستغلةً انشغال الإيرانيين وحلفائهم في انتظار القرار النهائي للرئيس ترامب فيما يتعلق في الاتفاق النووي الإيراني يوم 12/5 والانتخابات النيابية اللبنانية في 6/5.
- تخشى إسرائيل بأن تقوم إيران أو حلفاؤها بالرد على الاستهداف الإسرائيلي عشية الاحتفالات الإسرائيلية بذكرى التأسيس 70 عام ونقل السفارة الأمريكية يوم 14/5.
- ثمة معادلة معقدة في الصراع الإيراني الإسرائيلي، فإسرائيل لن تقبل بوجود عسكري إيراني وهي مستعدة لدفع الثمن بمواجهة واسعة مع إيران وحلفائها على جبهة الشمال، وإيران مستعدة لتحمل الضربات الإسرائيلية التكتيكية من أجل مشروعها الاستراتيجي بالتواجد العسكري في سوريا، كما أن إيران لم تتلقى أي ضربة موجعة تجبرها على التراجع بل تحقق مكاسب ميدانية في المنطقة.
- بتقديري ربما نكون أمام مواجهة ليست قريبة خلال المرحلة المقبلة، إلا أنها حتمية
على جبهة الشمال، فالظروف السياسية ومصالح الطرفين تقضي بوجود علاقة مبنية على عامل الردع العسكري، من ينتصر فيها يحقق أفضلية في المنطقة.