أنعقد المجلس الوطني الفلسطيني في ظل ظروف فلسطينية بالغة الدقة سواء على المستوى الدولي أو المستوى المحلي فعلى المستوى الدولي ضغوط أمريكية شديدة على القيادة الفلسطينية بقبول صفقة القرن وقيام الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات أحادية الجانب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس وذلك بتطوير مستقبل المدينة المقدسة قبل إجراء أي انتخابات فموقف اوروبي أقل ما يوصف بأنه ضعيف فهو هذا البرلمان الألماني يعترف بحق دولة الكيان الصهيوني بأنها دولة يهودية وجمعت مطبق من بقية الدول الاوروبية تجاه استخدام الاحتلال للقوة المفرطة في قتل الفلسطينيين العزل المشاركين في مسيرة العودة وعلى المستوى الاقليمي فانخراط معظم الدول العربية في مشاكل داخلية ناتجة من ثورات ما يعرف بالربيع العربي قد أثر عليها في لعب دور التخفيف الضغوط الدولية تجاه القيادة الفلسطينية وعلى المستوى الداخلي الفلسطيني فنجد أن الانقسام قد ألغى بظلاله على انعقاد المجلس الوطني ذلك بأن الجهود المبذولة لم تكن بهذا المستوى لإقناع حركة حماس والجهاد الإسلامي وبعض الفصائل اليسارية الفلسطينية والمستقلين لحضور انعقاد دورة المجلس، فحماس ومنذ البداية طالبت بأن يكون انعقاد المجلس خارج الأراضي الفلسطينية لتمكن من المشاركة ولعلنا نعلم بأن وفد حماس يتكون من اعضاء المجلس التشريعي في الضفة وغزة وكذلك بقية أعضاء حصتها في المجلس فكيف يتسنى لأعضاء التشريعي من قطاع غزة وأعضائها في الخارج من الدخول إلى رام الله وعلى سبيل المثال هل يستطيع خالد مشعل حضور جلسات المجلس وترشيح نفسه رئيس للجنة التنفيذية.
وكذلك لم تفلح السلطة في اتخاذ إجراءات على الأرض لإقناع حركة حماس بانها تنوي الغاء الاجراءات المتخذة ضد غزة وبالتالي إمكانية حدوث اختراق نحو المصالحة ضمن هذا الموقف المعقد هل لو قررت رئاسة المنظمة الدعوة إلى عقد المجلس الوطني في غزة وقد سبق ان عقد المجلس الوطني في غزة في العام 1996م، هل كان يمكن ان تشارك حركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية وهي فصائل وازنة في الحياة السياسية الفلسطينية؟ وهل ستكون مخرجات المجلس الوطني الفلسطيني أقوى مما هي عليه؟ وهل كان الانقسام سينحصر أمام الاجماع الفلسطيني؟ وهل وجود أبو مازن في غزة ملقياً خطابه أمام المجلس الوطني الفلسطيني في غزة له أثر على المقاطعين للاجتماع بانه يقنعهم بأن عهداً جديداً من الوحدة الوطنية الفلسطينية على مشارف التحقيق؟ وهل كان موقف الدول الضاغطة على قيادة المنظمة سيكون بهذه القوة؟
أنها تساؤلات مشروعة أن نضعها امام القارئ فلا نعرف لماذا اختارت قيادة منظمة التحرير أن تتخلى عن كل هذه الإيجابيات وما كان سينتج عنها من تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني أم أن هناك ضغوط لا نعلمها قد أجبرت القيادة الفلسطينية عقد المجلس الوطني في رام الله وسهلت دخول ما تشاء إلى رام الله لحضور إنعقاد المجلس لعل غداً لناظره قريب.