ماذا لو عقد المجلس الوطني في غزة.. نسرين الاطرش

الأربعاء 02 مايو 2018 12:01 م / بتوقيت القدس +2GMT



أنعقد المجلس الوطني الفلسطيني في ظل ظروف فلسطينية بالغة الدقة سواء على المستوى الدولي أو المستوى المحلي فعلى المستوى الدولي ضغوط أمريكية شديدة على القيادة الفلسطينية بقبول صفقة القرن وقيام الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات أحادية الجانب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس وذلك بتطوير مستقبل المدينة المقدسة قبل إجراء أي انتخابات فموقف اوروبي أقل ما يوصف بأنه ضعيف فهو هذا البرلمان الألماني يعترف بحق دولة الكيان الصهيوني بأنها دولة يهودية وجمعت مطبق من بقية الدول الاوروبية تجاه استخدام الاحتلال للقوة المفرطة في قتل الفلسطينيين العزل المشاركين في مسيرة العودة وعلى المستوى الاقليمي فانخراط معظم الدول العربية في مشاكل داخلية ناتجة من ثورات ما يعرف بالربيع العربي قد أثر عليها في لعب دور التخفيف الضغوط الدولية تجاه القيادة الفلسطينية وعلى المستوى الداخلي الفلسطيني فنجد أن الانقسام قد ألغى بظلاله على انعقاد المجلس الوطني ذلك بأن الجهود المبذولة لم تكن بهذا المستوى لإقناع حركة حماس والجهاد الإسلامي وبعض الفصائل اليسارية الفلسطينية والمستقلين لحضور انعقاد دورة المجلس، فحماس ومنذ البداية طالبت بأن يكون انعقاد المجلس خارج الأراضي الفلسطينية لتمكن من المشاركة ولعلنا نعلم بأن وفد حماس يتكون من اعضاء المجلس التشريعي في الضفة وغزة وكذلك بقية أعضاء حصتها في المجلس فكيف يتسنى لأعضاء التشريعي من قطاع غزة وأعضائها في الخارج من الدخول إلى رام الله وعلى سبيل المثال هل يستطيع خالد مشعل حضور جلسات المجلس وترشيح نفسه رئيس للجنة التنفيذية.
وكذلك لم تفلح السلطة في اتخاذ إجراءات على الأرض لإقناع حركة حماس بانها تنوي الغاء الاجراءات المتخذة ضد غزة وبالتالي إمكانية حدوث اختراق نحو المصالحة ضمن هذا الموقف المعقد هل لو قررت رئاسة المنظمة الدعوة إلى عقد المجلس الوطني في غزة وقد سبق ان عقد المجلس الوطني في غزة في العام 1996م، هل كان يمكن ان تشارك حركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية وهي فصائل وازنة في الحياة السياسية الفلسطينية؟ وهل ستكون مخرجات المجلس الوطني الفلسطيني أقوى مما هي عليه؟ وهل كان الانقسام سينحصر أمام الاجماع الفلسطيني؟ وهل وجود أبو مازن في غزة ملقياً خطابه أمام المجلس الوطني الفلسطيني في غزة له أثر على المقاطعين للاجتماع بانه يقنعهم بأن عهداً جديداً من الوحدة الوطنية الفلسطينية على مشارف التحقيق؟ وهل كان موقف الدول الضاغطة على قيادة المنظمة سيكون بهذه القوة؟ 
أنها تساؤلات مشروعة أن نضعها امام القارئ فلا نعرف لماذا اختارت قيادة منظمة التحرير أن تتخلى عن كل هذه الإيجابيات وما كان سينتج عنها من تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني أم أن هناك ضغوط لا نعلمها قد أجبرت القيادة الفلسطينية عقد المجلس الوطني في رام الله وسهلت دخول ما تشاء إلى رام الله لحضور إنعقاد المجلس لعل غداً لناظره قريب.