يبدو أن الخلاف لم يفسد للود قضية بين فتح والشعبية خاصة بعد اصرار الجبهة على التمسك بموقفها القاضي عدم حضور دورة المجلس الوطني المزمع عقدها غداً الاثنين 30/ ابريل.
ويبدو أن المعارضة الجبهاوية بلغتها السياسية المحترمة اعتمدت على ضبط ايقاع المصطلحات اللغوية في تخريج الموقف والمسؤولية الوطنية المعهودة المتوارثة في ادارة الخلاف اذابت الجليد المحتقن لدى بعض القيادات الفتحاوية, رغم البيئة السياسية الفلسطينية المجافية للقيم السياسية ولعل أبرز ما جاء في بيان الجبهة والذى حاز على اهتمام واحترام قيادة فتح ليس المضمون الأخلاقي في موقف الجبهة من المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني فحسب بل أن الموقف من م.ت.ف والحفاظ عليها والتمسك بشرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني المبنية على المبادئ والثوابت الوطنية ومخرجاتها ورفض أي اجتماعات او تشكيل اجسام من شأنها موازاة أو تجاوز م.ت.ف.
مصادر شاركت في جلسة الحوار الأخيرة بالقاهرة بين وفدين رفيعي المستوى بين فتح والشعبية أكدت على التوافق السياسي, للحالة الفلسطينية وما يسمى بصفقة القرن . كما تناولت اجندة الحوار وضع م.ت.ف وشرعيتها وتطويرها ورفض استمرار التفرد والانفراد بالقرار الفلسطيني بالمنظمة.
هذا ولم تخلو جلسات الحوار الثنائية من البحث في مخرجات الوضع المتأزم في غزة ومسار المصالحة وانهاء الانقسام خاصة وأن الجبهة تمتلك القدرة على ادارة حوار ضميري بين الفريقين.
مصدر قيادي من وفد الجبهة أسر لنا بأن وفد حركة حماس المتواجد بالقاهرة حملهم رسالة للأخوة في حركة فتح من شأنها انهاء السجال الدائر حول تسلم غزة وتمكين حكومة الوفاق واضاف المصدر أن الأخوة في حركة فتح ابدوا الاستعداد لالتقاط ما جاء في الرسالة وتنفيذها على الفور.
وهنا السؤال الأهم : ما الذى يمنع أن يبادر أي من الفريقين بالتقاط ذلك والدعوة للقاء تحت عنوان الاشراف على تمكين الحكومة وهل يقبل الفريقين بأن تكون الجبهة بمثابة المرجع "بيضة القبان" في الاشراف وحسم القضايا الخلافية اذا ما استمرت.
ان البيئة السياسية الفلسطينية رغم الأزمة الشاملة بكل جوانبها ومناصبها والتي تستوجب دمقرطة الحال هي بيئة طاردة للشراكة الديمقراطية الفعلية فكيف بنا تجاوز السعي لذلك بضمان مواجهة وتجاوز المخاطر المحدقة بالمشروع الوطني. أليس ما يجرى في غزة مختلف تماماً عما يجرى بالضفة والشتات بدءً بالشعار وانتهاء بالميدان؟ أليس كسر الحصار وقطع الرواتب والكهرباء والخريجين وغيرها هي الشعارات الأبرز في صدارة الفعاليات والاحتجاجات السياسية والمجتمعية؟ أم أن هناك برامج وأجندات تتحكم بها الظروف الجيوسياسية لكل تكوين.
كان المطلوب من قيادي فتح والجبهة الاعلان وبشكل صريح عن نقاط الاتفاق والاختلاف وعدم الاكتفاء بإعلان ذلك داخلياً كل لفريقه حتى يتم البناء على ما اتفق عليه.
أما الدور المصري فإنني أضم نفسى إلى الغزل المصري الفلسطيني في الخطاب الإعلامي بتثمين الدور المصري وتوجيه الشكر، ولكن اسمحوا إلى أن أضيف بأن المنطلق العروبي والقومي في السياسة المصرية يفترض أن تدفعها بقوة أكثر نحو ضرورة الحسم العلني في ملف المصالحة لا دراكنا بأن الأخوة في مصر من الصابية بمكان الاستمرار باعتبار غزة وفلسطين هي الخاصرة اليمنى لمصر العروبة لثقتنا بعدم السماح ان لا يكون في غزة موطئ قدم للطامعين والمتآمرين.