عقدت جامعة القدس في حرمها بالمدينة المقدسة، اليوم الأحد، مؤتمر القدس الدولي الثاني بعنوان: "القدس والمستقبل"، بحضور شخصيات دبلوماسية وسياسية ومجتمعية ودينية، ومؤسسات أهلية مقدسية ودولية.
وشدد مدير عام مركز دراسات القدس أرنان بشير، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الذي عقد تحت رعاية رئيس الجامعة عماد أبو كشك، على الدور الأكاديمي الذي تقوم عليه جامعة القدس، وعلى وجود مركز دراسات القدس في قلب البلدة القديمة وداخل أسوارها، لتثبيت الرواية الفلسطينية، وتأكيد للهوية العربية الفلسطينية للمدينة المقدسة.
وتحدثت نائب رئيس جامعة القدس لشؤون القدس صفاء ناصر الدين، حول السياسة التي اتبعتها جامعة القدس واستراتيجية العمل في المدينة المقدسة، ومن أجل القدس وقضايا المقدسيين، وفق خطط مدروسة بدقّة وإحكام.
وأضافت أن الجامعة لم تألُ جهدًا في تطوير البرامج الأكاديمية لخدمة مجتمع القدس، فقد تم مؤخرًا إنشاء حاضنة للمشروعات الريادية والإبداعية، ومقرها قصر الحمراء في القدس، لتشجيع المبادرات الاقتصادية، وتدريب المبادرين على إعداد المشروعات ودراسات الجدوى.
وأدار الجلسة الأولى عمر يوسف، التي تركزت في مضامينها على ثلاثة مواضيع أساسية، وهي احتلال الحواس: "الاصطناعية" و"جمالية" إرهاب الدولة لدكتورة نادرة شلهوب التي استعرضت خلالها أساليب الاستعمار والسلب والتجريد الاستعماري من خلال أشكال مختلفة من العنف.
وفي الورقة الثانية تحدث هاني نور الدين عن التاريخ الحضاري لمدينة القدس في العصور القديمة، أما في الورقة الثالثة فأسهب نظمي الجعبة بالحديث عن اليونسكو والقدس.
أما الجلسة الثانية، فأدارها هاني نور الدين، تحدثت خلالها في الورقة تمارا التميمي عن هدم المنازل في القدس الشرقية، وفي الورقة الثانية ناقش خليل التفكجي الصراع الديموغرافي في مدينة القدس، وفي الورقة التي تليها تطرق منير نسيبة للحديث عن تقييد حق إقامة المقدسيين في مدينتهم وتطور المبررات.
وفي الورقة الأخيرة تحدث راسم خمايسي عن واقع وتحديات التخطيط الحضري الفلسطيني في القدس وتلخصت ورقته في الكشف وتحليل الأيديولوجية التخطيطية الإسرائيلية، سياساتها وأدواتها المستخدمة تجاه الفلسطينيين المقدسيين لإحاطتهم، وتقطيع وشرذمة أحيائهم والتغلغل الاستيطاني في القدس الشرقية.
وأدار الجلسة الثالثة منير نسيبة، حيث كانت الورقة الأولى بعنوان الوثائق الفلسطينية والأردنية الموجودة في "أرشيف الدولة"، ألقاها داود الغول، وتخللها عرض أرشيف يحتفظ بالوثائق التاريخية الفلسطينية، والكثير منه بقي لسنوات طويلة دون أن يأخذ حقه من الدراسة والبحث، أما الورقة الثانية فجاءت في سبيل بلورة خطة سياحية خماسية لإحياء وتنشيط السياحة في القدس استعرضها يوسف نتشة ورائد سعادة.
وفي الورقة الأخيرة من المؤتمر، تحدث منتصر ادكيدك عن الشباب المقدسي الصامد رغم المحتل، بصفته المتابع للأحداث اليومية التي تدور في مدينة القدس خاصة منذ شهر رمضان الماضي.
وأوصى المؤتمرون بإنشاء مشروع سياحي واقتصادي يخدم المدينة المقدسة، والعمل على رفع المستوى الثقافي لدى الشباب المقدسي، وتوفير معلومات للمواطن الفلسطيني عن القدس، وإصدار كتيبات للمصلين تحتوي على معلومات مختلفة حول القدس، وشددوا على ضرورة دعم وتمكين المرأة المقدسية، ودعم المؤسسات الشبابية.