في جمعتها الثانية، غزة ما زالت تتألق!!ا د. بلال خليل ياسين

الأحد 08 أبريل 2018 12:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
 في جمعتها الثانية، غزة ما زالت تتألق!!ا د. بلال خليل ياسين




قبيل حراك يوم الجمعة الأولى لمسيرة العودة الكبرى 30/3 حاول الاحتلال الصهيوني ردع حماس الشباب وحراكهم السلمي عبر التهديدات المختلفة، أبرزها ما جاء على لسان وزير الدفاع ليبرمان، الذي قال: نشرنا 100 قناص لقتل كل من يتظاهر بالقرب من السلك الفاصل، وبعد أن تُرجمت هذه الأقوال إلى أفعال، قتلت أكثر من 17 شهيد، وأصابت أكثر من 1500 جريح، أُحرجت الحكومة الصهيونية كثيراً، وخصوصا بعد انتشار الفيديوهات التي تُوثق سلمية المسيرة وإبداع شبابها، ووحشية جنود الاحتلال الصهيوني وجرائم أفعالهم التي استهدفت الكثير من المدنين العزل، أبرزهم فيديو الشاب الشهيد عبد الفتاح عبد النبي، والفتاة الجميلة التي كانت تحمل العلم الفلسطيني، والطفل الذي كان يصلي بجوار أقرانه المصلين.
لذلك اتجه الاحتلال الصهيوني في الجمعة الثانية لحراك مسيرة العودة الكبرى 6/4/2018 نحو صورة أخرى في قتل الإنسان وحقوقه المسلوبة، وإخفاء الحقيقة وتزيفها، فقد ركز طلقاته الغادرة نحو فرسان الحقيقة وحراسها، حاملي الكاميرات التلفزيونية، والأجهزة التوثيقية، ليخفي وجهه القبيح خلف هذه الطلقات الغادرة، فقتل الشهيد الصحفي ياسر مرتجى (30) عاما، وجرح أربعة صحفيين آخرين، إلا أنهم كانوا شهودا على جرائمه التي تجسدت في قتل العشرات من الأطفال والنساء والشباب، وإصابة المئات منهم. 
أعتقد أنَّ الشباب الفلسطيني لديه رؤية واضحة، وعزم جبار للرجوع إلى أرضه التي هُجر منها قبل سبعين عاما بطريقة سلمية حضارية، لذلك نجحت غزة في جمعتها الثانية جماهيريا ووحدويا وسلميا، وسطرت أروع صور الاحتجاج السلمي في وجه أبشع مجرم في تاريخ العصر الحديث، وأرسلت رسالة قوية إلى جميع الأطراف المعنية بقبر القضية الفلسطينية وتاريخيها المجيد، مفادها أنَّنا سنرجع إلى مدننا وقرانا التي هجرنا منها عام 1948م.
وفي المقابل الاحتلال الصهيوني لا يمتلك رؤية واضحة للتعامل مع الزحف البشري الذي يُطالب بحقوقه المكفولة بقرار الأمم المتحدة 194 سوى القتل وسفك الدماء، وإخفاء الحقيقة وتزيفيها.
لذلك فإنَّ غزة وأهلها يتطلعون إلى أن تشهد الأيام المقبلة حراكا مساندا لمسيرة العودة في الضفة الغربية وأراضي 48 والقدس، والأردن ولبنان، وغيرها من الدول التي بإمكانها التأثير الإيجابي على الحراك الوطني، كما تأمل من الأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية والعربية أن تتحرر من عجزها المكبل بقوة الظالم وسطوته، وأن تقف موقفا عادلا تجاه حقوق الشعب الفلسطيني.