في حديث لجريدة مصرية..

الطراونة:داعمون للدور المصري في تحقيق المصالحة بين فتح وحماس

السبت 07 أبريل 2018 05:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
الطراونة:داعمون للدور المصري في تحقيق المصالحة بين فتح وحماس



أحمد جمعة/سما/

أكد رئيس مجلس النواب الأردنى، المهندس عاطف الطراونة، أن العلاقات المصرية الأردنية تاريخية ومتجذرة وفضلها يعود إلى الشعبين المصرى والأردنى، موضحا أن العلاقات بين مؤسسات الدولتين العلاقات قوية ومتينة، كما أن العلاقة بين البرلمانين المصرى والأردنى فى أحسن حالاتها،

وأكد «الطراونة» فى أول حوار مع صحيفة مصرية اختص به «اليوم السابع» خلال زيارته القصيرة إلى القاهرة، أن مصر تقود العالم العربى ولها ثقل سياسى كبير جدا ولها حضور لافت فى جميع المحافل الدولية، موضحا أن مصلحة الأردن الوطنية ترتبط بالمصالحة الفلسطينية.

وفيما يلى نص الحوار..

كيف تقيمون علاقات التعاون الأردنية المصرية خاصة فى الجانب الاقتصادى؟

- العلاقات المصرية الأردنية تاريخية ومتجذرة وفضلها يعود إلى الشعبين المصرى والأردنى، وعلى مستوى مؤسسات الدولتين العلاقات قوية ومتينة، فالعلاقة بين البرلمانين المصرى والأردنى فى أحسن حالاتها، ووجود اتفاقية تجارة بين القاهرة وعمان مسهلة وميسرة لنقل البضائع سواء من مصر إلى الأردن أو العكس هى مصلحة وطنية أردنية.

 

إلى أين وصل مشروع مد أنبوب نفطى من العراق إلى مصر مرورا بالأراضى الأردنية؟

- المشروع قيد التنفيذ، وهنالك موافقات أولية من البرلمان العراقى وتقديرات لتكلفته وتحديد لمساره، ونحن متفائلون بتنفيذ هذا الأنبوب النفطى فى القريب العاجل.

ما رأيكم فى المصالحة بين فتح وحماس برعاية مصر؟ وكيف يمكن للأردن دعمها؟

- مصر تقود العالم العربى ولها ثقل سياسى كبير جدا ولها حضور لافت فى جميع المحافل الدولية، وبذلت جهودا كبيرة جدا على مدار السنوات الماضية، ومصلحة الأردن الوطنية ترتبط بالمصالحة الفلسطينية لأن أعدادا كبيرة من أبناء الشعب الفلسطينى متواجدون على أرض المملكة، وهناك لاجئون مر عليهم أكثر من 7 عقود يعيشون على الأراضى الأردنية، وهناك مواطنون فلسطينيون فى حالة عبور دائم من الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية أو العكس، والأردن سيكون مرحبا دوما بأى تدخل مصرى لحل الخلافات بين الفلسطينيين.

 

هل أنتم مع نزع سلاح الفصائل فى غزة ؟ وكيف تنظرون إلى التنافس داخل السلطة على خلافة أبو مازن ؟  

الاختلافات بين الأشقاء يجب ألا تصل لضياع الهدف الرئيسى وهى مقاومة موجودة على أرض محتلة، ويجب أن تتوحد الصفوف الفلسطينية لأنه عندما نتحدث عن مقاومة لا يمكن الحديث عن نزع سلاح ولكن يجب أن يكون هذا السلاح منظم وألا يختبئ خلف هذا السلاح أيا من الخارجين عن القانون، أو الارهابيين، وبالتالى أنا من حيث المبدأ مع شرعية المقاومة حتى تعود الأرض إلى أصحابها وتعود السيادة إلى الفلسطينيين، لكن التنازع على موقع أو منصب سيضيع الفرص وسيعطى سلاح آخر للمحتل بأن هناك جهات غير مقتدرة أن تلتئم تحت راية واحدة، وبالتالى تصعب المفاوضات ونحن كدولة محبة للسلام نجنح للمفاوضات فوق الطاولة وليس إلى عملية حمل السلاح المباشر.

الأردن من الدول المعنية باستقرار ليبيا.. كيف تنظرون إلى جهود القاهرة لتوحيد الجيش الوطنى الليبى؟

- العالم العربى فى أمس الحاجة للمصالحات الوطنية الداخلية والمصالحة بين الأشقاء الليبيين سيكون لهاأثر إيجابى فى تمكين الجبهة الداخلية العربية ضمن المجموعات الجيوسياسية فى العالم، ومصر بحكم الجغرافيا لها تأثير كبير جدا فى ليبيا.

جماعة الإخوان مصنفة إرهابية فى عدد من البلدان العربية.. هل تشكل الجماعة خطرا على المملكة؟

- الإخوان فى الأردن لا يشكلون أى تهديد على أمن المملكة، وهم جزء من النسيج الوطنى، ولهم ممثلون فى البرلمان الأردنى، وبالتالى قاموا بأداء القسم على دستور الأردن وهم ملزمون ببنوده، لكن هناك حرية رأى يستطيعون التعبير عن آرائهم من خلالها، والسيادة للقانون الأردنى، ولا نستطيع أن نصفهم بأنهم إرهابيون.

 

هناك تخوف من تسلل عناصر من سوريا إلى الأردن وثم لسيناء.. هل يؤمن الجيش الأردنى الحدود بشكل كامل؟

- خلال سنوات الربيع العربى التى كانت ترتعش خلال أحداثه بعض الأنظمة العربية، كان الأردن متماسكا وتولى الجيش الأردنى حماية الحدود الشرقية والشمالية له، وكما تعلمون فالحدود يتم حمايتها فى الوضع الطبيعى من قبل جيشين لكن خلال تلك الفترة الصعبة والعصيبة وحتى الآن يقوم الجيش الأردنى بمجهود كبير جدا لحماية حدوده، فالجيش الأردنى هو جيش مدرب ومؤهل ويحمل عقيدة وهو جيش عروبى قام بحل الكثير من مشكلات السوريين الذين تدفقوا على أراضى المملكة، والعالم كله يعلم أن الأردن استقبل مليونا و300 ألف لاجئ سورى ويحسب للأردن عدم إراقة أى نقطة دم على الحدود الأردنية.

الجيش الأردنى يقظ جدا وقادر على القيام بواجبه الأمنى والعسكرى والحفاظ على أمن الأردن بالداخل، وبالتالى أمن مصر من أمن الأردن وذلك أمر راسخ فى عقيدتنا الداخلية القائمة على ثوابت عروبية.

 

هل هناك تنسيق مع حكومة دمشق لضبط الحدود المشتركة بين دمشق وعمان؟

- بالتأكيد يوجد تنسيق أمنى مع حكومة دمشق لضبط الحدود المشتركة، وكما تعلمون أنه فيما يخص منطقة خفض التصعيد على الحدود الشمالية للمملكة كان هناك للأردن دور كبير لإنجازها، فحماية حدودنا من أى مخاطر واجب فبلادنا لم تنزلق فى التدخل فى السياسة الداخلية لسوريا.

هل تؤيدون عودة سوريا إلى مقعدها داخل الجامعة العربية؟

- بالتأكيد أنا مع هذا الرأى لأن جميع مقاعد جامعة الدول العربية هى لجميع دولنا العربية، ولا يجوز إقصاء دولة نتيجة لخلاف سياسى طارئ أو خروج فى لحظة غضب عن بعض المسارات، أنا مع عودة سوريا وأى دولة عربية إلى مقعدها فى الجامعة العربية، لأننا لسنا بحاجة لتمزيق بل نحتاج إلى الوحدة وتجميع الصف العربى.

 

الأردن موقفه مشرف من القضية الفلسطينية.. كيف يمكن تفعيل الموقف العربى الرافض لقرار ترامب حول القدس بشكل فعلى؟

- الشعب الأردنى قيادة وشعبا وبرلمانا عبر عن رفضه لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونزل البرلمان الأردنى إلى الشارع وعبر عن وجهة نظره وحمل جميع الملفات المؤثرة التى بها تجاوزات، ورصد مركز الدارسات فى البرلمان الأردنى جميع الانتهاكات الإسرائيلية التى فاقت 190 تجاوزا على الشرعية الدولية، وقام البرلمان الأردنى بتعرية الافتراءات التى تقوم بها دولة الاحتلال.

الأردن اتخذ موقفا مبكرا لأنه رأى أن الراعى الأمريكى الذى يرعى عملية السلام انحاز لطرف دون الآخر، القضية الفلسطينية بالنسبة لنا قضية وطنية، كما أن هناك وجودا لوصاية هاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس وهى وصاية تاريخية دينية تعود إلى عشرينات القرن الماضى وليست طارئة ولن نتخلى عنها بأى حال من الأحوال.

 

إذن ما موقفكم من بعض المحاولات لمشاركة الأردن فى الوصاية على المقدسات بالقدس؟

- نقول لجميع الدول الشقيقة أو الصديقة بأن ما يربطنا بالشعب الفلسطينى هو وحدة أرض ووحدة دم ووحدة عقيدة، ووحدة مصير، والوصاية الهاشمية تاريخية وعربية ولن يستطيع أى من كان أن يسلب الإرادة التى نفتخر بتحمل مسؤولياتها كعائلة هاشمية.

فى حال استمر التصعيد الإسرائيلى بالأراضى المحتلة.. ما الخطوات التى سيتخذها الأردن.. وما مستقبل اتفاقية السلام؟

- ما نقوم به فى جميع المحافل الدولية سواء من البرلمان أو الحكومة أو إرادة شعب هو رفض الانتهاكات الإسرائيلية، ونحن من خلال الاتفاقية نراعى مصالح الفلسطينيين أولا ودائما، فالمملكة الأردنية تحتضن أعداد كبيرة من أبناء الشعب الفلسطينى، وهنالك مصالح مشتركة للجانب الفلسطينى، وهناك الكثير من أبناء الفلسطينيين المتواجدين فى الأراضى المحتلة يدرسون فى الجامعات الأردنية، وبالتالى نحن لا نريد التضييق عليهم بشكل أكبر بالتزامن مع ضغوطات الاحتلال، ولذلك نحن مستمرون فى تعرية التجاوزات التى تقوم بها إسرائيل، نحن دولة محبة للسلام وموضوع بحث الاتفاقية يرتبط بمراعاة مصالح الشعب الأردنى، لكننا لن نترك أى موقف عربى أو دولى أو أوروبى إلا وسنعرى من خلاله التجاوزات الإسرائيلية، وفى تصورى هذا يخدم القضية الفلسطينية ويخدم مصالح الأردن أكثر من أى موضوع آخر يخص الاتفاقية.

 

هل وضع الأردن شروطا للسماح للسفير الإسرائيلى بالعودة إلى العاصمة عمان؟

- عندما اعتدى أحد دبلوماسيى السفارة الإسرائيلية فى عمان على مواطنين أردنيين اثنين، عبرت المملكة الأردنية عن موقفها بشكل سريع وانسجمت جميع المواقف سواء من البرلمان أو الحكومة برفض هذا الإجراء، وطالبنا بمحاكمة الإسرائيلى ولم يتم قبول عودة السفير الإسرائيلى إلا بعد قبول شروط الأردن وتعويض أسر المواطنين الأردنيين اللذين تعرضا للاعتداء.