كشف جنرال إسرائيلي سابق، عن مخاوف إسرائيلية كبيرة من تمكن الفلسطينيين من اجتياز الجدار العازل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، واصفا الوضع بأنه "قاتم ومقلق للغاية".
محاولة جماعية
وأقر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه "كانت هناك محاولات لاختراق أو إلحاق الضرر بالسياج الأمني"، وذلك على طول الجدار العازل الذي أقيمت بالقرب منه خمس مخيمات لمسيرات العودة الكبرى.
وانطلقت فعاليات مسيرة العودة الشعبية السلمية يوم الجمعة الماضي بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، وتستمر حتى 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.
وبحسب ما أورده موقع "تايمز أوف إسرائيل"، لم يصدر عن جيش الاحتلال أي أخبار عن وجود محاولات جماعية لاختراق الجدار رغم تجمع عشرات الآلاف على الحدود الجمعة الماضي، لكنه أكد أنه "استعد لهذا السيناريو".
في حين تساءل الموقع، إن "كانت محاولة جماعية للسير عبر السياج لا تزال تشكل خطرا، وإذا حدث ذلك، كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع هذا السيناريو؟".
وحول تقييمه لهذا الوضع وما حصل يوم الجمعة الماضي، فقد أكد الميجر جنرال (متقاعد) غيوار آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي والذي خدم مدة 33 عاما في جيش الاحتلال، وتولى قيادة شعبة التخطيط الاستراتيجي، في مقابلة له مع الموقع ، أن "الوضع على أقل تقدير، لا يبدو مطمئنا".
وذكر أن "الجيش تسرع في إطلاق النار، على مظاهرة لست واثقا من أنها شكلت خطرا على جنودنا، ولست واثقا من أنها كانت ستؤدي إلى انهيار السياج ودخول حشود إلى داخل إسرائيل (فلسطين المحتلة)"، موضحا أن "إظهار عدم المبالاة نسبيا، كان أفضل، وبخلاف ذلك أنت تتصرف بصورة تصب في مصلحتهم، وأخشى أن هذا ما حدث".
وأضاف: "أقول من سنوات أن لدينا الكثير من الأمور المشتركة مع حركة حماس على المدى القصير، ولدينا سياسة بأنه يجب مقاطعتها، وبأن المال يمكن أن يدخل إلى غزة فقط عن طريق السلطة الفلسطينية".
وتابع: "كان بإمكاننا، منذ زمن بعيد، القبول بحماس على أنها الحكومة الفعلية في غزة، وذلك لو كنا نرغب في تجنب المأساة الإنسانية هناك، والعمل معهم، ولو قمنا الآن بذلك، فنحن نتصرف من موقع ضعف".
إسقاط الجدار
وردا على سؤال: "ما الذي يمكن للجيش فعله في حال قام -على سبيل المثال- 300 ألف فلسطيني بالسير نحو السياج؟"، رد الجنرال بقوله: "لا يوجد لدي إجابة إذا حاول 300 ألف شخص إسقاط السياج ودخول إسرائيل".
وتابع: "مع أعداد صغيرة مثل بضعة آلاف، بإمكانك الإمساك بهم وصدهم، وإذا كانت هناك عشرات الآلاف وأكثر، لا توجد لدي إجابة جيدة، ولا أعرف عن وسائل لتفريق حشود كهذه، يمكن أن تكون مفيدة وفعالة في مثل هذه الظروف"، داعيا "الجيش بأن يجري تقييما ويعمل على إيجاد حل لمشكلة قد تكون أكبر بعشر مرات".
ورأى آيلاند، أن "حركة حماس عثرت على الصيغة التي تخدمها في جميع الاتجاهات، فهي ابتكرت وضعا تقوم فيه غزة بصب جام غضبها على إسرائيل".
وأكد أنه "إذا لم تجد إسرائيل طريقة لوقف سقوط القتلى على الطرف الآخر، سيزداد الوضع سوءا، وعندها يمكن أن ينتشر ذلك إلى لبنان، وسيكون من الأسهل على حزب الله تنظيم ذلك؛ لأن المسافة من الحدود إلى المناطق السكنية في إسرائيل تصل أحيانا إلى 300 متر، وحاليا يوجد بعض الاحتكاك المتزايد في الضفة الغربية بسبب القتلى، لقد سمحنا نحن بحدوث ذلك".
وأوضح أن "إسرائيل تعتمد أكثر من اللازم على قوة الردع الإسرائيلية وهي غير كافية، ولكنها بحاجة إلى جزرة وعصا"، لافتا أنه "كانت أمام إسرائيل فترة 3 سنوات لابتكار جزرة، وذلك بسماح الحكومة الإسرائيلية للمجتمع الدولي بإعادة تأهيل غزة وبناء منازل ومحطات تحلية، وعندها سيكون لدى حماس الكثير لتخسره، ولكنها اليوم لا يوجد لديها ما تخسره"، وفق تقديره.