في إطار إعادة هيكلتها، قررت شركة مايكروسوفت إزالة القسم الذي كان يعمل على تطوير نظام تشغيلها المعروف ويندوز، مما اعتبر مؤشرا على توجه جديد لهذه الشركة، حسب ما ورد بصحيفة لوموند الفرنسية.
وقرر المدير التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا توزيع مهندسي الشركة إلى قسمين مختلفين، أحدهما مخصص للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، والآخر مسؤول عن طرفيات الحواسيب وتجربة المستخدم.
ونتيجة لهذه العملية، استغنت مايكروسوفت عن القسم الذي كان إلى وقت قريب مخصصًا لتطوير نظام ويندوز، كما سيغادر المسؤول عن هذا القسم تيري ميرسون شركة مايكروسوفت.
وبحسب صحيفة لوموند، فإن هذا القرار إن لم يكن بمثابة إعلان وفاة "نظام التشغيل ويندوز" الذي يعد المعالج المركزي للحاسوب، فإنه على الأقل يعكس تراجع أهمية هذا المنتج في النموذج الاقتصادي لمايكروسوفت.
وذكرت الصحيفة أن مايكروسوفت لا تزال، منذ أن اخترعت نظام ويندوز قبل ثلاثين سنة، رائدة سوق أنظمة تشغيل الحاسوب الشخصي وتبلغ حصتها السوقية حاليا 87% مقارنة بـ10% فقط لآبل و 2% لنظام لينكس.
لكن لوموند أشارت إلى تغير عالم تكنولوجيا المعلومات وحلول الهواتف الذكية محل أجهزة الحاسوب، الأمر الذي قالت إن مايكروسوفت لم تتوقعه.
وعلى الرغم من انخفاض مبيعات أجهزة الحاسوب بوتيرة ثابتة خلال السنوات الست الماضية، فإن السحابة الحوسبية التي تمكّن من تخزين كميات كبيرة من البيانات عن بعد شهدت نموا قارب 50%. وإذا كانت شركة "آي بي أم" هي أكبر منافس لمايكروسوفت في الثمانينيات، فإن منافسيها اليوم هم غوغل وآبل وأمازون.
ويرى الخبراء أن ناتيلا يسعى من خلال إعادة التنظيم التي أعلن عنها إلى تحويل منصة مايكروسوفت من ويندوز إلى الغيمة السحابية (cloud) بسرعة أكبر.
وتنقل لوموند في هذا الإطار عن أد آندرسون الخبير بشركة غارتنر قوله "بهذا الإجراء يكون ناتيلا قد رمى بكل ثقله لجعل السحابة هي المنصة المركزية لمايكروسوفت بدل ويندوز".