قالت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية إن الأحداث التي يشهدها قطاع غزة المحاصر يمكن أن تؤدي إلى إشعال الشرق الأوسط، خاصة أنها تأتي في ظل غياب عملية سلام "صادقة"، وتحول موقف السعودية إلى "تأييد إسرائيل".
والجمعة استشهد 16 فلسطينياً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال الاعتداء على مسيرات فلسطينية سلمية، انطلقت في محافظات قطاع غزة، لإحياء ذكرى "يوم الأرض" الـ42.
وبحسب الكاتب في الصحيفة، سيمون تيسدال، فإن ما يجري في غزة يشبه إلى حد كبير ما جرى من مواجهات في عامي 2000 (انتفاضة الأقصى)، و2014 (الحرب على غزة).
ويطرح "تيسدال" سؤالاً يشغل المراقبين يتمثل في مدى قدرة هذه الأحداث على أن تشعل فتيل أزمة في الشرق الأوسط، وأن تجذب كلاً من سوريا ولبنان وإيران؟
ويقول الكاتب: "إن قادة إسرائيل من اليمينيين (حزب الليكود الحاكم)، لا يرغبون، أو غير قادرين على التفكير بحل الدولتين، وهو ما يفسر الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الجيش".
ويرى أن احتجاجات "يوم الأرض" تختلف عن سابقاتها، من حيث التوقيت والسياق؛ فهي تستمر ستة أسابيع، وتنتهي في الذكرى الـ70 للنكبة، بتاريخ 15 مايو المقبل (احتلال فلسطين 1948).
كما أنها تأتي في وقت تعتزم فيه الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس باعتبارها عاصمة لـ"إسرائيل"، في وقت تتجاهل فيه مطالب الفلسطينيين.
وهنا يعلّق "تيسدال" على ما ذكر بالقول: "باختصار فإن موسم جني النقاط الساخنة صار يلوح في الأفق".
ويضيف: "المواجهات السابقة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي تؤكد أنها غالباً ما كانت تؤدي إلى نتائج سلبية على عموم المنطقة".
ولعل أكبر قلق من مواجهة جديدة، بحسب الكاتب، "يتمثل في حزب الله اللبناني، عدو إسرائيل وحليف إيران، والمهيمن على المنطقة الحدودية مع إسرائيل".
ويرى "تيسدال" أن "التهديد الرئيسي بالنسبة للجنرالات الإسرائيليين يتمثل في مخزون حزب الله من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى".
وهذه الصواريخ، كما تقول الصحيفة البريطانية، يبلغ عددها أكثر من 130 ألف صاروخ، إضافة إلى أكثر من 50 ألف مقاتل، الكثير منهم ما زالوا يقاتلون في سوريا.
وإذا ما استمرت المواجهات في غزة واتسعت رقعتها، فإن الكاتب يتوقع "أن يحاول حزب الله التدخل، خاصة في ظل وعود إيرانية بمساعدة الحزب في أي مواجهة جديدة".
وبينما تؤكد إيران دعهما للحزب اللبناني مراراً وتكراراً، فإن "إسرائيل تتوعد بأنها ستستأصله في أي مواجهة".
ويرى الكاتب أنه لا فائدة من انتظار موقف من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، فبعد أن اجتمع ليلة الجمعة في جلسة طارئة، لم يستطع أن يخرج حتى ببيان مشترك.
ويشير إلى موقف السعودية- التي سبق لها أن تقدمت بمبادرة السلام العربية- ووقوفها هذه المرة مع المعسكر المؤيد لـ"إسرائيل" والمعادي لإيران، وهو نفس موقف مصر.
ويعتبر تيسدال أن "حث السعودية للأمريكيين للتدخل كوسيط مضيعة للوقت؛ بعد أن أظهر الرئيس دونالد ترامب نفسَه كمتحيز وليس كوسيط في هذا النزاع".
وأعلن ترامب، في 6 ديسمبر، القدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل"، وينتظر تنفيذ قراره بشأن نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المقدسة في شهر مايو المقبل.
ويضيف الكاتب: لكل هذه التداعيات عزم ترامب على إنهاء الاتفاق النووي مع إيران في مايو المقبل، وهو أمر إذا ما حصل فإنه سيطيح بكل الأوراق في الشرق الأوسط.