مسيرة العودة الكبرى نبضٌ يعبّر عن كرامة الإنسان وحنينٌ يشدو نحو الأوطان

الإثنين 26 مارس 2018 09:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مسيرة العودة الكبرى نبضٌ يعبّر عن كرامة الإنسان وحنينٌ يشدو نحو الأوطان



بقلم الدكتور/ بلال خليل ياسين

عندما يناقش الاحتلال الصهيوني مسيرة العودة الكبرى (السلمية) المزمع انطلاقها في الثلاثين من الشهر الجاري في أروقته السياسية والعسكرية والإعلامية، ويحاول أن يخلط أوراقها عبر صور عدة أبرزها ما يتعلق بالبعد العسكري (حادثة العلم، والعبوات التفجيرية، وغيرها) الذي لن يتم استخدامه كما أكد منظمو المسيرة مرارا وتكرارا عبر القنوات الإعلامية، وعندما يحشد قواته الشرطية والعسكرية لمواجهة نشاطات التحرك السلمي بالقرب من السلك الفاصل، يعني أنَّ المحتل الصهيوني أمام خطر كبير لا يحبذ حدوثه، ولا يرغب في انتشاره، وخصوصاً أنه أمام شكل جديد من أشكال النضال الإنساني الحضاري، في ظل الثورة الإعلامية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، الأمر الذي سيُحرج دولة (إسرائيل) أمام العالم أجمع، إذا ما توافدت الحشود الغفيرة (نساء وأطفال وشيوخ وشباب) بصورة منضبطة، وعبّروا عن حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة 194 فقرة11 بطريقة احترافية.

ومع اقتراب موعد انطلاق فعاليات مسيرة العودة الكبرى فإنني أتوقع أن يبذل المحتل مزيدا من الإجراءات الاستباقية التي قد تجهض هذا الحراك السلمي الحضاري، ومن أبرز هذه الإجراءات تسخين منطقة السلك الفاصل بالقدر الذي يُخيف الناس من التجمهر هناك، أو محاولة استفزاز المقاومة من أجل إشعال فتيل اشتباك تحت السيطرة، أو من خلال العملاء والمدسوسين الذين قد يحدثوا إشكاليات جانبية تُفسد الحراك وأهدافه المنشودة.   

مما يجعل القيادة الميدانية لمسيرة العودة الكبرى أمام جملة من التحديات الأمنية الخطيرة؛ لذلك فإنني أقترح بعض النقاط التي قد تكون عونا لضبط الميدان وخطورته:

أولاً: التعميم الواضح لجميع أبناء الفصائل الفلسطينية وغيرهم عن طبيعة التحرك السلمي، وإصدار تعليمات واضحة بعدم الابتعاد خطوة واحدة من المكان المحدد للاحتشاد باتجاه العدو.

ثانياً: نشر قوة أمنية ضابطة للميدان، بقدر المستطاع، وهذا غير عصي على الفصائل الفلسطينية التي كانت تنظم مهرجانات الانطلاقة السنوية بشكل جيد.

ثالثاً: عدم الانجرار لاستفزازات العدو، لا تلميحا ولا تصريحا، لأنه سيبذل قصارى جهده من أجل تصيّد الثغرات التي تبرر أفعاله غير الإنسانية المعتادة.

رابعاً: ألا يتصدر المشهد الإعلامي أو الميداني أية شخصية من شخصيات العمل العسكري، لأنها قد تضر سلبا بالمسيرة وحراكها.

وأخيرا أدعو الشباب الفلسطيني القوي الفتي ألا يستعجل قطف الثمار، وأن يكون عونا لأهله ووطنه ومستقبله، وأن يلتزم بقرارات القيادة الميدانية لمسيرة العودة الكبرى، حتى يأذن الله تعالى أمرا كان مفعولا.