كتب عاموس هرئيل في صحيفة هارتس : - مع إقامة العائق ضد الأنفاق سمعت في جهاز الأمن تحذيرات من تدهور الوضع في القطاع. فتدمير الأنفاق والمواجهات الداخلية الفلسطينية تشير إلى أن التصعيد أصبح واضحا وتكفي حادثة واحدة من اجل تصعيد المواجهة بين الطرفين.
لم يعد بالإمكان تجاهل ذلك: حدود قطاع غزة تسخن، تفجير عبوة ناسفة عند مرور دورية إسرائيلية تحركت على طول الجدار أمس، والقصف الجوي الإسرائيلي ردا على ذلك، تدل على ذلك بوضوح. خلفية التوتر متعلقة كما يبدو بوضع حماس المعقد، لكن يبدو أن هناك أيضا سياق محدد لهذا التسخين – الجهود الإسرائيلية لتدمير الأنفاق الهجومية في غزة.
عندما بدأ مشروع إقامة الجدار ضد الأنفاق في حدود القطاع قبل سنة، سمعت في جهاز الأمن الإسرائيلي تقديرات تقول إن حماس من شأنها أن تسخن الحدود بهدف التشويش على إقامة الجدار أو حتى المبادرة إلى استخدام الأنفاق الهجومية التي حفرتها قبل تدميرها.
فمنذ ذلك الحين تم الحفاظ بشكل عام على الهدوء الأمني في القطاع، والأعمال المكثفة تقدمت تقريبا بدون إزعاج، ولكن في الأسابيع الأخيرة تغير شيء ما، ليس اقل من أربعة حقول للألغام تم تشغيلها ضد قوات الجيش الإسرائيلي التي تحركت على طول الجدار، في إحدى المرات، بعد خلل فني صعب في تفكيك عبوة ناسفة زرعت في علم فلسطيني، أصيب أربعة جنود.
في الجيش الإسرائيلي ما زالوا لا يقولون بشكل مباشر من هو المسؤول عن وضع العبوات في الشهر الماضي، لقد تم طرح عدة تخمينات منها أن الأمر يتعلق بمنظمات سلفية متطرفة، نشطاء حماس المنشقين أو حتى عملية مخططة وموجهة من قبل حماس نفسها.
على كل حال فإن أمر كهذا سيتكرر دون غض الطرف، على الأقل من قبل حماس، فأبراج المراقبة لقوة "الضبط الميدياني" التي أقامتها حماس تسيطر على جميع النشاطات على الحدود، وهي تحرص أيضا بشكل عام على تطبيق التفاهمات التي تمت بلورتها في نهاية حرب 2012، والتي تحظر التواجد على بعد أكثر مئة متر من الجدار الحدودي مع "إسرائيل".
فإذا كان هناك دخول فلسطينيين إلى هذه المنطقة تحت غطاء المظاهرات الأسبوعية في كل يوم جمعة، أو في أوقات أخرى، فمن المعقول أن هذا الأمر تم بمعرفة حماس أو موافقتها.
في هذه الأثناء يستمر بناء الجدار، الذي يجري على طول القطاع تقريبا، وسيتم استكماله في السنة القادمة بتكلفة تبلغ 3 مليارات شيكل، في نفس الوقت يحسن الجيش الإسرائيلي طريقة الكشف عن الأنفاق، على الأقل أربعة منها اكتشفت ودمرت منذ شهر تشرين الأول الماضي، قائد المنطقة الجنوبية، ايال زمير وصف الجدار بالمقصلة لتدمير الأنفاق، التي تقطع الأنفاق من المنتصف وتشل عملها.
قبل أسبوع هاجم الجيش الإسرائيلي نفق في أراضي القطاع وأغلق جزء من نفق آخر حاولت حماس تشغيله مجددا قرب معبر كرم أبو سالم في جنوب القطاع.
باختصار التصعيد في القطاع أصبح ظاهرا، تكفي حادثة واحدة تنتهي بعدد كبير من المصابين نتيجة عملية فلسطينية أو عملية إسرائيلية من اجل انزلاق الطرفين إلى مواجهة عسكرية أوسع، حتى الآن يبدو أن "إسرائيل" وجهت سير الأمور بحذر نسبي، الآن هناك حاجة إلى ضبط نفس آخر وتفهم من اجل منع مواجهة عسكرية حقيقية.