كتب " آفي يسسخاروف في موقع والا العبري : - التظاهرات والاحتجاجات وأعمال العنف والشغب هي جزء من ردود الأفعال الفلسطينية على قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال الاحتفال بمرور 70 عاما على قيام الدولة، لكن عدم الوضوح في ملف المصالحة، والتوتر المتزايد بين قطر ومصر حول قطاع غزة، سيصب الزيت على النار التي ستندلع منتصف مايو القادم.
ففي الرابع عشر من مايو القادم، وعندما تقوم أكبر دولة عظمى على وجه الأرض بنقل سفاراتها إلى القدس، هناك من يجهز لردود أفعال مضادة، أحداث احتجاجية فلسطينية على نطاق واسع، ستكون أكبرها على الجدار الفاصل مع قطاع غزة. الأمر الذي قد يشكل معضلة أمنية كبيرة لدولة "إسرائيل" وللجيش الإسرائيلي.
ففي كل سنة، يقوم الفلسطينيون بهذا التاريخ بإحياء يوم النكبة، والذي تم خلاله إعلان قيام دولة "إسرائيل"، وهذا الحدث أصبح نوعا من تعزيز الكراهية ضد "إسرائيل"، وتجديد المطالبة بإبادتها وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أماكن سكناهم فيها.
لكن هذه السنة، الأمر سيكون له طابعا خاصا، فإلى جانب يوم النكبة ستحتفل "إسرائيل" بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الأمر الذي قد يزيد من دوافع العنف في أوساط الشعب الفلسطيني، ويدفعه للمشاركة بالتظاهرات خصوصا على الحدود مع قطاع غزة.
الاستعدادات في هذه المرحلة تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقام بعض نشطاء التواصل بنشر صور لتشجيع التظاهرات في ذلك اليوم، وفي هذه الصور تظهر الخيام. والسؤال هنا هل تنجح هذه الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في حشد عشرات الآلاف للمشاركة بهذه التظاهرات على الحدود؟.
من الصعب الإجابة على هذا السؤال الآن، بالإضافة الى ذلك فهم سيتعرضون للنيران الحية من الجيش الإسرائيلي، وسيسقط منهم مصابين وقتلى، مع ذلك الدوافع للمشاركة بهذه التظاهرات موجودة، وخصوصا أن الأزمة بقطاع غزة تتزايد.
أين ستكون الضفة في منتصف مايو القادم؟
السكان بالضفة لا يتجاوبون مع دعوات التنظيمات للخروج إلى التظاهرات، وذلك لأن السلطة تمنعهم من ذلك، السلطة تقول لهم بصراحة إن العمل الأمني والعسكري ضد "إسرائيل" مرفوض، لذلك 70% من سكان الضفة يرفضون بقاء أبو مازن بالحكم، ويطالبون بإجراءات جذرية على حكم حركة فتح بالضفة. ومستاؤون من كيفية إدارة السلطة للصراع مع "إسرائيل". وطالما أن السلطة هي التي تحافظ على التنسيق مع "إسرائيل"، فيفضل غالبية السكان عدم المشاركة في أي نشاطات او فعاليات ضد "إسرائيل".
لكن الخطورة تكمن في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعتبر بمثابة إطار يجمع الشباب الفلسطيني، ومنصة تحريض رئيسية ضد "إسرائيل"، حيث إن الشبان الفلسطينيون بالضفة والقدس يستطيعون الخروج للعمل ضد "إسرائيل" بشكل فردي، ودون دعوة أو توجيه من أحد، وقد يقومون بأعمال التحريض من البيت دون الخروج للشوارع، أو تعريض أنفسهم للخطر.
لكن الأمر لا يقف عند ذلك، فأحيانا يخرج الفلسطينيون للشوارع للمشاركة في التظاهرات عقب أحداث معينة، وبدون تخطيط مسبق، وبهذه اللحظة ستكون الجهات الأمنية الإسرائيلية – الجيش والشاباك – وحتى القيادة الفلسطينية غير مستعدة لذلك.
ملاحظة : الاراء والالفاظ في المقال تعبر عن صاحبها