يستنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الموجهة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ولاسيما عمليات الاستهداف المباشر للمدنيين بالقتل، والتي كان آخرها قتل المزارع محمد أبو جامع أثناء عمله في أرضه الزراعية شرقي محافظة خانيونس مساء أمس السبت.
وتفيد التحقيقات الميدانية التي يتابعها المركز، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل الشريط الحدودي الفاصل شرقي خان يونس، فتحت النار عند حوالي الساعة 12:30 من مساء يوم السبت الموافق 3/3/2018، تجاه المزارعين والأراضي الزراعية الواقعة إلى الشرق من حي النجار شرقي خانيونس. وأسفر إطلاق النار عن إصابة المزارع محمد عطا عبد المولى أبو جامع (59 عاماً)، بعيار ناري في الفخذ الأيمن، بينما كان يعمل في أرضه، التي تبعد حوالي 200 متر عن الشريط الحدودي الفاصل. هذا وقامت مجموعة من المواطنين بحمله ونقله سيراً على الأقدام إلى مسافة تقدر بـ 600 متر إلى الغرب إلى الشارع الرئيسي، ومن هناك نقل بواسطة سيارة اسعاف إلى مستشفى غزة الأوروبي. وفي المستشفى تبين أنه مصاب بعيار ناري في الفخذ الأيمن وشظاياً أصابت الأمعاء وتسببت بنزيف داخلي، في حين أعلنت المصادر الطبية في المستشفى عند حوالي الساعة 17:30 مساء اليوم نفسه عن وفاته متأثراً بجراحه.
ووفقاً لإفادة المزارعة عائشة نصار أبو جامع (85 عاماً) والتي كانت تعمل في أرضها المحاذية لأرض محمد أبو جامع لحظة الحدث، كنت أعمل في أرضي منذ ساعات الصباح الباكر من يوم السبت الموافق 3/3/2018، وكان محمد عطا أبو جامع وهو ابن خالتي يعمل أيضاً في أرضه المجاورة لأرض، وكنا نقوم باقتلاع الأعشاب ورعاية المزروعات، وكانت الأجواء هادئة، وكنا نبعد عن حدود الفصل الشرقي حوالي 200 متراً، وعند حوالي الساعة 12:30 من مساء اليوم نفسه، سمعت صوت إطلاق للنار، وكان ابن خالتي يبعد عني حوالي 20 متراً إلى ناحية الجنوب، فنظرت إلى محمد وشاهدته يسقط على الأرض، وسمعته يصرخ أنا مصاب، فتوجهت نحوه مسرعة، وطلب مني الاتصال بالإسعاف، فتوجهت فوراً لمجموعة من المواطنين بالقرب من مكان الحادث، وطلبت منهم المساعدة في نقل ابن خالتي، وبدورهم قاموا بحمله ونقله إلى الشارع الرئيسي، ومن هناك نقلته سيارة إسعاف إلى المستشفى.
والجدير ذكره، أن قوات الاحتلال تستهدف المدنيين الفلسطينيين في المناطق المحاذية لحدود الفصل الشمالية والشرقية للقطاع، بشكل متواصل فتقتل وتصيب وتعتقل وتدمر أراضيهم الزراعية بتجريف المزروعات ورشها بالمبيدات، وتقيد وصول المزارعين إلى أراضيهم، وتهدد حياة العاملين في تلك المناطق وتفرض عليهم ظروف عمل خطرة وغاية في الصعوبة، بما لا يسمح لهم بالاستمرار في ممارسة أعمالهم وتطويرها، فتفقدهم مصادر الرزق التي يعتاشون منها، ما يضعهم في خانة العوز.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر قتل المزارع محمد أبو جامع، فإنه يحذر في الوقت ذاته من تصاعد الانتهاكات وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين في ظل صمت المجتمع الدولي، وعليه فإن مركز إذ يطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في قتل أبو جامع وفي الانتهاكات الأخرى المشابهة، وفي مدى التزام قوات الاحتلال بقواعد القانون الدولي، ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وإلزام سلطات الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي في تعاملها مع المدنيين من سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة