طلبت عارضة أزياء روسية تلقب نفسها بـ"الفاتنة"، مساعدة الولايات المتحدة للفرار من مركز اعتقال في تايلاند، مقابل كشف معلومات حول العلاقات المزعومة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وروسيا.
وقالت أنستازيا فاشوكيفيتش، التي تحمل اسم ناستيا ريبكا أيضا، إنها ستبقى محتجزة في تايلاند بعد اعتقالها في 26 شباط، مع 9 روسيين آخرين في مدينة باتايا، بتهمة تنظيمهم لما يسمى بدورات التدريب الجنسي، في حين صرح مسؤول في دائرة الهجرة التايلاندية بأنها من بيلاروسيا، ولكنها دخلت البلاد بجواز سفر روسي، وفقًا لموقع "سي إن إن".
ونشرت أنستازيا على صفحتها على "إنستغرام" مقطع فيديو أثناء اقتيادها إلى السجن، تطالب فيه الصحافة الأميركية بمساعدتها، وقالت: "أنا على استعداد لإعطائكم جميع المعلومات التي أعرفها عن علاقات ترامب ومانافورت وغيرهم، مع المسؤولين الرسميين في بلادنا، مدعومةً بأشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية، وأنا بانتظار عروضكم في سجن تايلاند".
وسلط الضوء على ريبكا في الأسابيع الأخيرة، بعد أن نشر السياسي الروسي المعارض ألكسي نافالني، على موقعه الخاص بمكافحة الفساد، في وقت سابق من هذا الشهر، تحقيقا عن علاقاتها مع بعض أغنى وأقوى الرجال في روسيا.
وكانت ريبكا قد نشرت مقطع فيديو على صفحتها على "إنستغرام"، تصف فيه نفسها بالفاتنة، وتظهر مع الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا ونائب رئيس الوزراء سيرجي بريخودكو، في رحلة على متن أحد اليخوت، في آب/ أغسطس 2016، وقال نافالني: "يمكن سماع الرجلين يتحدثان عن ضعف العلاقات مع الولايات المتحدة، وأنا أظن أن كليهما لعبا دور حلقة الوصل بين الكرملين وحملة ترامب".
وذكرت الشائعات أن ديريباسكا عمل سابقا مع مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت، الذي عرض عليه تزويده بأخبار خاصة عن وضع الحملة، من خلال وسيط، إلا أن متحدثا باسم الملياردير نفى أي نوع من الاتصال بين الرجلين، كما صرح الناطق باسم مانافورت بأن أي أخبار عرضت عن حملة ترامب لم تحمل أي خصوصية، كما أنكر حدوث أي لقاء بينهما أيضا، في حين لم يعلق بريخودكو على الشائعة أبدًا.
وكان ديريباسكا قد نفى في لقاء معه في العام الماضي، أنه جسرُ اتصال بين الكرملين وحملة ترامب، ثم عاد ليشارك في الأسابيع الأخيرة على حسابه الخاص على "إنستغرام" منشورًا يقول فيه إن تحقيقات نافالني مزورة وفاحشة، وبأنه مجرد شريك تجاري مع ريبكا، كما أكد المتحدث الرسمي باسمه أنه سوف يقاضي كلا من ريبكا وألكسي لأنهما نشرا صوره ومعلوماته الشخصية على العلن، مستخدمينها كطعم لجذب اهتمام الجمهور، وتلفيق قصة بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
وحاولت شبكة "سي إن إن" الاتصال بريبكا بعد أن نُشرَ تقرير نافالني، إلا أن ناستيا فشلت في تقديم أي دليل يدعم ادعاءاتها عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، في حين صرح فلاديمير سوسنوف، القنصل الروسي في تايلاند، لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، بأن 10 أشخاص من بينهم ريبكا اعتقلوا بسبب تنظيمهم لدورات تدريب غير قانونية، وهم الآن ينتظرون المحاكمة والترحيل من البلاد.
وصرح الكولونيل "دولايابات تيكابورنشاياسين" نائب رئيس مكتب الهجرة في باتايا، بأن ريبكا سبق أن أفرج عنها بكفالة، بعد أن اعتقلت بسبب العمل في تايلاند من دون الحصول على تأشيرة تتيح لها ذلك، ثم احتجزت مجدداً، وهي الآن تنتظر الترحيل بعد أن ألغيت تأشيرة سفرها السياحية.
وادعت ريبكا أنها اعتقلت بناء على أوامر من الحكومة الروسية بسبب مقاطع الفيديو التي نشرتها مع ديريباسكا وبريخودكو، وتوسلت الولايات المتحدة في منشور لها على "إنستغرام"، أن تساعدها، مدعية أنها ستقتل إذا عادت إلى روسيا.
كما ذكرت أن اعتقالها ارتبط بوصول نيكولاي باتروشيف، رئيس مجلس الأمن الروسي، والرئيس السابق لمجلس الأمن الفيدرالي، إلى تايلاند مؤخرا، إلا أن الكرملين أنكر هذا الادعاء مصرحا: "تنظم هذه الزيارات مسبقا وبشكل طبيعي، وإن ربطها باعتقال المواطنين الروس أمر مثير للسخرية".