أظهر الإعلام العبري إهتماماً ملحوظاً برد الفعل الأمريكي على ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول قيامه بإجراء إتصالات مع الإدارة الأمريكية بشأن فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية، ووصل هذا الاهتمام الى وصف صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية الرد الأمريكي بـ (إهانة من البيت الأبيض لم تكن متوقعة لرئيس الوزراء الاسرائيلي)، وهنا تجدر الإشارة الى أن الإدارة الأمريكية سارعت الى الاعلان بأن: (التقارير القائلة بأن الولايات المتحدة تتحدث مع اسرائيل عن مخططات ضم الضفة الغربية كاذبة... الرئيس ترامب مستمر بالتركيز على مبادرته السلمية).
تؤكد الوزارة أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس وموقفه من وكالة "الاونروا"، والتوجه لمهاجمة الشعب الفلسطيني وقيادته وإتهامها بـ (عدم الرغبة بالمفاوضات)، أعطت اليمين الحاكم في اسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر للذهاب بعيداً في تنفيذ سياساته القائمة على تكريس الإحتلال وتعميق الإستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، وولدت لدى المسؤولين الاسرائيليين شعوراً بوجود غطاء أمريكي للتمادي في فرض الأمر الواقع بقوة الإحتلال، ولو كانت المواقف الأمريكية ملتزمة بالشرعية الدولية وقراراتها وبالقانون الدولي، ولو كانت متوازنة على الأقل لما تجرأ نتنياهو للتفكير بهذه الطريقة.
ترى الوزارة أن تصريحات نتنياهو تعكس بشكل أساس أهداف اليمين الحاكم وتوجهاته المعلنة في الضم والتهويد والقضاء على فرص حل الدولتين، وإغلاق الباب نهائياً أمام فرصة إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة من جهة، وهي أهداف يمينية متطرفة تستظل بالموقف الامريكي المنحاز، الذي يُحاول إستباق نتائج المفاوضات عبر فرض الأمر الواقع على قضايا الحل النهائي خاصة القدس واللاجئين، وهو ما يؤدي الى تدمير دور واشنطن كوسيط، ويُحدث نتائجاً كارثية على عملية السلام والمفاوضات.