بصراحة .. ماذا نريد من ترامب ؟ م. عماد عبد الحميد الفالوجي

الأربعاء 07 فبراير 2018 04:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
بصراحة .. ماذا نريد من ترامب ؟ م. عماد عبد الحميد الفالوجي



ماذا نريد نحن الفلسطينيون والعرب من الرئيس الأمريكي ترامب بعد أن قام بفعلته المجنونة بالتوقيع على تنفيذ قرار الكونغرس الأمريكي بإعلانه القدس عاصمة لدولة الكيان الإسرائيلي ؟ وكلنا كان يعلم علم اليقين أنه جاء للحكم وهو يحمل تنفيذ هذا القرار ولم يكن سرا ولم يتفاجأ به إلا الساذج والسطحي في التفكير ..

وبعد أن فعل ما فعل ، ماذا نريد بالضبط الآن ؟ هل نريد أن يتراجع عن إعلانه ويعتذر للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ؟ هل يمكن تصور ذلك ؟ هل هناك عاقل يمكن أن يدعي وحال هذه الأمة كما نرى ونسمع والشعب الفلسطيني في أسوأ أحواله وفي حالة متردية من الفوضى والخلاف على كل شيء ، هل يمكن بهكذا أوضاع ان نطلب من ترامب التراجع والاعتذار ؟

بالطبع لا نملك أي وسيلة ضغط حقيقية لتغيير ما حدث بالضربة الواحدة أو بضربات متعددة ، والدليل المواقف الرسمية المعلنة لكل الدول التي أبدت تعاطفا وتأييدا لموقفنا ، هل تم طرد سفير أمريكي واحد ؟ هل هددت دولة بسحب او تجميد أي اتفاقات اقتصادية او تجارية مع أمريكا ؟ هل هددت دولة بوقف التعاقدات مع الشركات الأمريكية الكبيرة في أي من المجالات ؟ هل كان هناك غضب حقيقي رسمي أو شبه رسمي ؟ هل هناك دولة تستطيع او تقبل – في هذه المرحلة - أن تقوم مقام الإدارة الأمريكية وتواجهها سياسيا فيما يخص قضيتنا ؟

من الصعب الحديث عن التراجع والاعتذار الأمريكي ولكن هل يجب الاستسلام للقرار الأمريكي كما تم إعلانه ؟ أم أنه يمكن التعديل على ذاك الطرح والذي يتوافق مع المواقف السياسية للسلطة الفلسطينية والمواقف العربية والإسلامية والدولية حول وضع القدس ،، عندما تقول أوساط في الخارجية الأمريكية وكذلك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي غرينبيلات حول نقطة مهمة أن ترامب لم يتحدث عن حدود القدس التي أشار اليها كعاصمة للكيان الإسرائيلي وقضية حدود مدينة القدس متروكة للمفاوضات المباشرة بين الطرفين ،، وهنا السؤال الأهم ، أليس ما يقوله غرينبيلات هو الموقف الرسمي المعلن والمتفق عليه بين أطراف التسوية السياسية مع الكيان الإسرائيلي ؟ حتى مؤتمر اسطنبول الذي عقدته منظمة التعاون الإسلامي تحدثت عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ولم تتحدث عن القدس كاملة ..

ولهذا أصبح الأمر أكثر وضوحا الكل يطالب توضيحا رسميا من الإدارة الأمريكية حول موقفها من حدود مدينة القدس ، وفي حال تم تأكيد ما قاله المبعوث الرسمي للرئيس الأمريكي وكذلك الخارجية الأمريكية تكون الأمور اهدأ من ذي قبل ويمكن المطالبة بتنفيذ خطة ترامب أو الصفقة الغامضة التي ينتظرها الكثيرون ..

نحن بين خيارين فقط إما الرفض المطلق أو العمل على تعديل الصفقة بما يتوافق مع مطالبنا ،، وفي كلا الحالين مطلوب وضع فلسطيني اكثر تماسكا وقوة ..