من وحي الواقع... الإفساد بين العباد ،، صقر حلس

الأحد 04 فبراير 2018 02:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
من وحي الواقع... الإفساد بين العباد ،، صقر حلس



 من السلوكيات التي يرفضها الإسلام ويحذر منها أشد التحذير الوقيعة وافساد العلاقات بين الناس باعتبارها سلوكا مخالفا للمنهج السوي الذي يجب أن يسير عليه المسلم حيث أن الأصل هو أن يكون المسلم وسيلة للإصلاح بين الناس وفض الخصومات وحل النزاعات كما قال النبي الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه في حديث أنس " صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا ".

وقد يحدث العكس في حال نشب خلاف بسيط بين اي طرفين تجد أناس تتطوع من دون تكليف لا لأجل إصلاح ذات البين أو رأب الصدع أو لم الشمل وإنما من أجل الوقيعة والإفساد وتعميق الهوة وقطع الطريق أمام أي محاولات للإصلاح من اجل ثبيت وترسيخ العداوة والبغضاء.

للأسف الشديد بمجرد سماع أي خلاف تخرج هذه الأفاعي من جحورها وتخرج الغربان من اعشاشها وتخرج الذئاب من أوكارها تحمل أمراضها وأسقامها واحقادها لتبث سمومها وشرورها داخل الجسد المسلم لتمزيق النسيج الاجتماعي .

ومن خلال ما ذكر نستطيع تعريف الإفساد بأنه نزعة شر لا تصدر إلا من شخص جبان شيطان على هيئة انسان يسعى لهدم السلم الأهلي والبنيان.

وقد يمارس الناس الإفساد دون أن يعترفوا بذلك ، بل قد يدعون أنهم مصلحون كما أخبر عنهم القرآن في قوله تعالى " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون "

وغالبا ما يكون الفسد نابعا من الحسد بسبب بريق إجتماعي او مكانة علمية أو وظيفية أو دينية تدفع الفاسد للتحرك في محاولة بائسة للتأثير على هذه المكانة المرموقة أو الصورة المشرقة.

فالمفسد فاقد للأمن النفسي والاستقرار العقلي حيث يسيطر عليه القلق والاضطراب ودائما ما يشعر أن الآخرين يتحدثون عنه فهو متوتر إلى أبعد الحدود لمخالفته الرب المعبود لا يعرف السكينة ولا الراحة في البيت او العمل .

إن عاقبة الإفساد وخيمة على المجتمع حيث تؤدي هذه الجريمة إلى تفتيت المجتمع ونشر بذور الكراهية بين أفراده وإشاعة نار الخلاف والعداء في ربوعه، كما أن عاقبة الإفساد وخيمة على المفسد نفسه في الدنيا والاخره ، فالمكر السوء لا يلحق إلا بأهله والجزاء من جنس العمل.

وكذلك فإن بعض الأشخاص يقومون بهذا الفعل الشنيع اعتقادا بانه يحافظ على السيطرة والمصالح انطلاقا من المبدأ البريطاني فرق تسد أو كنوع من الذكاء لإدارة العلاقة مع من يعتقد أنهم خصومه أو منافسيه.

يحاول هذا الفاسد جاهدا الحصول على أي معلومة من شأنها أن تكون مدخل له للتغلغل داخل اي علاقة لتلويثها وافقادها صفاءها تغذية لعقله البالي وقلبه الخاوي من الدين ومن معاني الخير.

دعا القرآن الكريم في أكثر من موضع إلى الإصلاح وشنع وجرم أصحاب هذه الصفة وتوعدهم بالعذاب وبين أن الله يمقت مرتكبي هذا الجرم لقوله تعالى "إن الله لا يحب المفسدين "

وختاما اسأل الله ان يجعلني وإياكم دعاة ومعاول للإصلاح والوفاق والمحبة بين الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر .

وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا