سادت حالة ترقب وحذر عند الحدود الجنوبية للبنان، بسبب استئناف الاحتلال الاسرائيلي أعمال تجريف في مناطق "متحفظ عليها" لبناء جدار أسمنتي، حسب ما ذكرت مصادر أمنية لبنانية رسمية.
وقال مصدر في الأمن العام اللبناني رفض الكشف عن اسمه، لوكالة أنباء "شينخوا" الخميس، إن الجيش اللبناني رفع من حالة استنفار قواته في المنطقة الحدودية، في أعقاب استئناف الجيش الإسرائيلي أعمال تجريف في نقطة حدودية في محور رأس الناقورة في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني يتحفظ عليها لبنان.
وقال مصدر عسكري لبناني ثان، إن عدة جرافات وحفارات إسرائيلية بدأت الخميس أعمال تجريف بحماية عناصر مشاة وآليات مدرعة.
ووصف المصدر هذه الأعمال بأنها "مخالفة" لما تبلغه لبنان من قيادة قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" منذ أسابيع بأن الجيش الإسرائيلي أوقف أعمال التجريف الهادفة لإقامة سياج أسمنتي حدودي مع لبنان.
وأكد أن الجيش اللبناني يعمل على مراقبة دقيقة لعمليات البناء الإسرائيلية، وأبلغ قيادة "اليونيفيل" اعتراضه على هذه الأشغال، معتبرا إياها "خرقا بريا واضحا لأراضيه".
وأضاف المصدر أن الجيش اللبناني طلب وقف العمل في اعمال البناء الإسرائيلية، على أن تُبحث نقاط الخلاف والتحفظ اللبناني خلال الاجتماع الشهري الدوري للجنة العسكرية الدولية/اللبنانية الإسرائيلية، التي ستنعقد في مطلع شباط الجاري في مقر قيادة اليونيفيل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد باشر في الآونة الأخيرة الخطوات التمهيدية لبناء جدار أسمنتي عند الحدود مع لبنان يمتد من نقطة مقابلة لبلدة الناقورة غربا وحتى قبالة بلدتي العديسة/كفركلا شرقا، وبطول حوالي 48 كيلومترا.
ويضاف هذا الجدار لاخر قديم كان تم بناؤه في العام 2012 في محور كفركلا في القطاع الشرقي من جنوب لبنان بطول نحو 1200 متر، وبارتفاع ستة أمتار، ويطلق عليه الجيش الإسرائيلي تسمية "ساعة الرمل".
ويعترض لبنان على الأعمال الإسرائيلية الجديدة على الحدود، ويطالب بالبحث في 13 نقطة يتحفظ عليها على طول الخط الأزرق الحدودي.
وحذر الرئيس اللبناني ميشال عون، في وقت سابق من تداعيات بناء إسرائيل للجدار على جهود قوات اليونيفيل والجيش اللبناني الرامية للحفاظ على الأمن والاستقرار عند الحدود الجنوبية.
وتنتشر عند الجانب اللبناني من الحدود وحدات من الجيش اللبناني ووحدات من قوات اليونيفيل تنفيذا للقرار 1701، الذي وضع حدا للحرب بين حزب الله وإسرائيل في صيف العام 2006.