قال الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة "مكور ريشون" آساف غيبور، إن دعوة المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غريبنلاث، للإطاحة بحركة حماس في قطاع غزة، والإتيان بقيادة فلسطينية جديدة، تتعارض مع الموقف الإسرائيلي.
وأضاف غيبور أن "ذلك من شأنه إعادة إنتاج تجربة تنظيم القاعدة، ما يتطلب من واشنطن وتل أبيب الحفاظ على العنوان القائم في غزة متمثلا في حماس، وليس سواها".
وكشف الخبير الإسرائيلي أن "منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الجنرال يوآف مردخاي، التقى قبل أيام مع 28 سفيرا أوروبيا وعشرات الدبلوماسيين الأجانب المقيمين في إسرائيل".
وبين غيبور أن مردخاي، "تحدث معهم عن آخر تطورات الشرق الأوسط، والحراك الحاصل داخل الساحة الفلسطينية، وانتقدهم على عدم تفاعلهم مع قضية الجنود والمفقودين الإسرائيليين في غزة، وطالبهم بممارسة المزيد من الضغط على الكيان الحمساوي في غزة"، بحسب وصفه.
وأشار غيبور، وهو وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن مردخاي يبذل جهودا كبيرة من خلال صفحته على "فيسبوك" المعروفة باسم "المنسق" لتحريض الفلسطينيين في القطاع على "حماس"، والشرح لهم أن أنشطة الحركة تأتي على حساب حياتهم.
وأجرى غرينبلث مؤخرا زيارة حدودية لمنطقة غلاف غزة، بمرافقة مردخاي، ونظما جولة ميدانية، وفي ختامها اتهم المبعوث الأمريكي "حماس" بتخريب جهود إعمار قطاع غزة من خلال حفرها للأنفاق، زاعما أن حفر النفق الواحد وتجهيزه يكلف 5.9 مليون دولار، وأن كل يوم يتم فيه إغلاق معابر غزة التجارية يكلف الفلسطينيين خسائر بقيمة 30 ألف دولار.
وطالب غرينبلث بـ"إيجاد قيادة بديلة لقطاع غزة بعيدة عن حماس ونشطائها"، معتبرا أن "الوقت حان لوقف تمويل الحركة، والبدء ببناء مستقبل حقيقي للفلسطينيين في غزة".
وبحسب غيبور، فإن كلام غرينبلث يحمل توجها أمريكيا واضحا بالدعوة لاستبدال حماس في غزة، وتبدو دعوة منطقية وواضحة، لكنها في الوقت ذاته مغايرة للتوجهات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن "دوائر صنع القرار بتل أبيب ترى في حماس كيانا سلطويا مسيطرا على قطاع غزة، وهي العنوان الواضح للتوصل لأي اتفاق تهدئة في القطاع، وفي الوقت ذاته هي الهدف الذي تجبي منه إسرائيل أي ثمن في حال وقوع أي خرق لهذه التهدئة".
وأردف غيبور: "تقوم إسرائيل بضرب مواقع حماس حتى لو كان إطلاق الصواريخ عليها تم من قوى وتنظيمات تشكل تحديا أمنيا لحماس في غزة، وأرادت استدراج إسرائيل للرد باستهداف مواقع لحماس، لأنهم يرونها منظمة كافرة".
ووفقا لقوله، فإن "إسرائيل مطلعة جيدا على أعمال حماس العسكرية تحت الأرض، المستمرة منذ عقد من الزمن، وتراقب عن كثب محاولاتها المستمرة في إنتاج المزيد من الوسائل القتالية الهجومية ضدها، كالقذائف الصاروخية، والأنفاق، ووحدات الكوماندو البحرية، وصولا لتصنيع الطائرات المسيرة بدون طيار، لكن إسرائيل تعمل في المقابل قدر الإمكان لتقليل المخاطر الكامنة ضد مواطنيها، كما يحصل هذه الأيام ضد أنفاق حماس".
وأوضح غيبور أن "التقدير الأمني الإسرائيلي النهائي، رغم كل ذلك، يختلف عن التوجه الأمريكي، ويقضي بأن وجود عدو معلوم معروف مثل حماس يسيطر على القطاع، أفضل من وجود عدة قوى وتنظيمات عديمة المسؤولية، تعمل من تلقاء نفسها دون أي حسابات منطقية".
ورغم أن "حماس" تفوقت بعقود سابقة على منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تعاديها إسرائيل، فإن الحركة كلفت الإسرائيليين ضحايا كثر، بحيث تحولت إلى منظمة دولية، على حد قوله.
وختم غيبور حديثه قائلا: "يجب على الأمريكيين والإسرائيليين أن يتعلموا من التاريخ درسا للمستقبل مفاده أنه قبل الحديث عن بدائل للقيادات القائمة فيجب البحث مطولا في الخطوات الاستباقية والتبعات المتوقعة، ما يجعل إسرائيل لا تفضل حاليا الدخول ببحث بدائل حماس".