افتتحت وزارة الثقافة الفلسطينية، بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية، صباح الأحد، دورة تثقيفية بعنوان "معارف مقدسية"، بمشاركة (30) متدرباً ومتدربة.
وخلال كلمة له، قال د.أنور البرعاوي وكيل مساعد وزارة الثقافة: "الدورة تأتي انطلاقا من سعي الوزارة لترسيخ مفاهيم ثقافية فلسطينية أصيلة في مقدمتها قضية القدس باعتبارها شاهداً تاريخياً على الحضارات العريقة التي تواجدت على أرض فلسطين عبر التاريخ".
وأضاف: "ان الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة القدس المحتلة وتصاعد الهجمة الشرسة عليها لتزييف تاريخها وواقعها وتهجير أهلها الصامدين، يستدعي تكثيف الجهود لنشر الثقافة المقدسية ورفع مستوى وعي المجتمع الفلسطيني بالأخطار والتهديدات التي تمر بها المدينة"، مؤكداً أن الصراع مع الاحتلال يعتمد بشكل رئيسي على الوعي والذاكرة.
من جانبه أشار نائب رئيس مؤسسة القدس الدولية د.محمد الكحلوت إلى أن المؤسسة وضعت على عاتقها الدفاع عن قضية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ودعم صمود المقدسيين من أجل الثبات على أرضهم والدفاع عنها في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المدينة من قبل سلطات الاحتلال، مستعرضاً دور المؤسسة في كشف المخططات والأخطار التي تتعرض لها المدينة وأهلها.
وبدأت الدورة بمحاضرة للدكتور وليد المدلل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية تحدث خلالها حول الأهمية السياسية لمدينة القدس كعاصمة لفلسطين، مشيراً إلى أن مدينة القدس كانت عبر تاريخها ذات طابع ديني بحت واكتسبت أهميتها السياسية بعد تركيز المشروع الصهيوني عليها.
وأوضح أن استيطان الجماعات الصهيونية في مدينة القدس بدأ في أوائل القرن العشرين مع تراجع الدولة العثمانية وانتشار الفساد في مؤسساتها، لافتاً أن الوجود اليهودي في غرب المدينة كان يفوق أعداد العرب من المسلمين والمسيحيين وكانوا يطالبوا بإجراء انتخابات بلدية في المدينة.
وأكد المدلل أن الموقع الجغرافي لمدينة القدس ووقوعها في منتصف فلسطين أكسبها أهمية بارزة وأصبحت مركزا هاماً للنشاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بالإضافة لتزعمها حركة الثورة الفلسطينية في بداياتها.
يذكر أن الدورة تستمر على مدار أسبوعين، بواقع (12) ساعة تدريبية، ويتخللها محاضرات متخصصة تتناول عدة موضوعات متعلقة بتاريخ مدينة القدس ومكانتها الدينية، وواقع المدينة وإجراءات الاحتلال الاستيطانية، يقدمها نخبة من الأساتذة المختصين.