حذرت قيادة جيش الاحتلال , المستوى السياسي من مغبة التقليصات التي تنوي الإدارة الأمريكية القيام بها إزاء المساعدات المالية المقدمة للفلسطينيين وخصوصا في دعم منظمة الأونروا، وفق تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، التي أشارت الى أن هذه التقليصات ستطال أيضا "التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".
ويرى جيش الاحتلال بالتنسيق الأمني بالأمر ذات الأهمية الاستراتيجية الذي يمنع العمليات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية إضافة الى تشكيله عامل تهدئة بين طرفي النزاع في الضفة الغربية وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة الى أن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى حذروا في الأيام الماضية من انهيار منظمة الأونروا التي تعمل في الأراضي الفلسطينية، ويرون أنها عامل إيجابي في منع المواجهات " القتالية " .
ووفقا لصحيفة هآرتس العبرية، فإن كبار المسؤولين في جيش الاحتلال نقلوا رسائل بشأن ذلك في الأيام الأخيرة لعدة جهات من خلال محادثات جرت مع مسؤولين دبلوماسيين.
ووفق التقييمات الأمنية لجيش الاحتلال فإن وقف الدعم المالي سيصعّب الحفاظ على القدرات الفلسطينية وأنظمة عمل التنسيق الأمني مع إسرائيل. وحصلت السلطة الفلسطينية العام الماضي على دعم من الخارجية الأمريكي بـ330 مليون دولار لتمويل مشاريع اقتصادية وإنسانية في الضفة الغربية.
وأضافت صحيفة هآرتس أن المستوى الأمني في إسرائيل يرى بأن "التنسيق الأمني عامل هام أيضا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا يقل أهمية لعباس عن إسرائيل، وخصوصا بكل ما يتعلق بمحاولات حركة حماس المستمرة في الضفة الغربية لتنفيذ عمليات انطلاقا من المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية".
وتشير الى أن جيش الاحتلال يخشى من أن يقوم عباس بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بسبب التقليصات الاقتصادية المتوقعة". ويوم أمس، كشفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية على عبوات ناسفة زرعت في طريق قرب طول كرم يعتقد أنها زرعت لاستهداف سيارات عسكرية إسرائيلية هناك.
ويخشى جيش الاحتلال أيضا من أن تؤدي التقليصات المتوقعة للأونروا لانهيار تام في قطاع غزة وانتفاضة سكانها. وأضاف مسؤول أمني رفيع المستوى وفق صحيفة هآرتس "بعد اعتراف ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل يواجه الجيش الإسرائيلي احتجاجات مستمرة في قطاع غزة، والتقليصات التي ستضر بالجهاز التعليمي والصحي والاقتصادي في غزة ستؤدي الى احتجاجات ومحاولة اجتياز الجدار الأمني بين غزة وإسرائيل"، فيما حذر من أن "الجيش الإسرائيلي لا يوجد لديه أي حل لا يمنع التصعيد".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد بقطع التمويل عن الأونروا، ووقف المساعدات المالية الامريكية للسلطة الفلسطينية والتي تصل حد 300 مليون دولار سنويًا. ولكن الرد الفلسطيني جاء بالتأكيد أنهم لن يخضعوا "للابتزاز".
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا ولا نحصل منهم على اي تقدير او احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع اسرائيل". وأضاف في تغريدة ثانية "طالما ان الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا ان نسدّد لهم ايا من هذه الدفعات الضخمة في المستقبل؟".