بعد القدس.. إسرائيل تريد من ترامب حرمان الفلسطينيين من أحد أهم حقوقهم

السبت 27 يناير 2018 01:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
بعد القدس.. إسرائيل تريد من ترامب حرمان الفلسطينيين من أحد أهم حقوقهم



واشنطن/وكالات/

بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قضية القدس لن تطرح في أي مفاوضات سلام مستقبلية، أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل تطالب البيت الأبيض بإلغاء حق العودة للفلسطينيين وتحطيم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الاونروا".

ونقلت قناة Hadashot الإسرائيلية عن "دبلوماسيين متابعين للموضوع" قولهم إنه الآن، بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، من المتوقع أن تكمن خطوة البيت الأبيض اللاحقة في شطب "حق العودة لملايين الفلسطينيين إلى إسرائيل" من لائحة مسائل الوضع النهائي في عملية السلام.

وذكر أحد مصادر القناة أن البيت الأبيض سيعرض بعد ذلك مقترحا للسلام كان ترامب يتحدث عنه في دافوس السويسرية أول أمس، مشيرا إلى أنه "ربما من الأفضل تسمية هذا المقترح بخطة (بنيامين) نتنياهو" لأنه سوف يلبي معظم مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأعلن ترامب على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الخميس أن سحب مسألة القدس من أجندة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمهد الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط، مهددا الفلسطينيين بقطع المساعدات الأمريكية عنهم في حال عدم عودتهم إلى طاولة الحوار.

وأفادت القناة الإسرائيلية نفسها الخميس أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية إغلاق سفارات منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، إذا استمر الفلسطينيون في مقاطعة مفاوضات السلام احتجاجا على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.

وكان مدير وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (اونروا) بيار كرانبول اكد الجمعة ان تجميد المساعدة الاميركية للمنظمة مرده الحسابات السياسية الاميركية وليس كيفية عمل المنظمة كما تقول ادارة دونالد ترامب.

متخليا عن التحفظ المعهود في هذا المنصب، اكد مدير الانروا بوضوح ان التجميد الذي اعلنته الخارجية الاميركية، سببه التدهور الكبير في العلاقات بين واشنطن والقيادة الفلسطينية.

والاونروا التي تاسست عام 1949 تقدم المساعدات لقسم كبير من الخمسة ملايين فلسطيني المسجلين لاجئين في الاراضي الفلسطينية والاردن ولبنان وسوريا، وهم ابناء واحفاد مئات آلاف الفلسطينيين الذين طردوا من اراضيهم اثر اعلان قيام اسرائيل عام 1948.

ويدرس اكثر من 500 الف طفل فلسطيني في مدارس الاونروا التي توفر ايضا خدمات صحية وعمليات تمويل.

واكد كرانبول انه عندما التقى في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 المسؤولين الاميركيين في واشنطن، "كانت الرسالة واضحة جدا بشان دعم عمل الاونروا واحترامه".

واضاف ان مسائل حياد الوكالة وادارتها والاصلاحات الضرورية كانت دائما موضع مباحثات مع الولايات المتحدة وباقي الدول المانحة، لكن دون المساس بالمساعدات المقدمة للاونروا.

واوضح "بالتالي انا مجبر على النظر الى (تجميد التمويل الاميركي للاونروا) باعتباره غير مرتبط باداء المنظمة، بل باعتباره قرارا اتخذ ابان النقاش الذي اثير بعد قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بشأن القدس وحول مسائل اخرى".

وكان ترامب اعلن في 6 كانون الاول/ديسمبر 2017 اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل. واثار هذا القرار الاحادي غضب القيادة الفلسطينية التي قررت تجميد الاتصالات مع المسؤولين الاميركيين مؤكدة ان واشنطن اقصت نفسها من دور الوسيط في عملية السلام المترنحة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

كما اثار قرار ترامب رفضا دوليا ترجمه في 21 كانون الاول/ديسمبر 2017 قرار للجمعية العامة يدين المبادرة الاميركية.

وفي هذا السياق المتوتر اعلنت الخارجية الاميركية الثلاثاء تجميدا حتى اشعار آخر لدفع 65 مليون دولار للاونروا من 125 مليون دولار تشكل الدفعة الاولى لمساهمة طوعية اميركية مقررة للعام 2018.

كما اعلنت الخميس تجميد 45 مليون دولار اضافية من المساعدات الغذائية.

ورغم تغريدة ترامب في الثاني من كانون الثاني/يناير 2018 التي تساءل فيها ان كان على واشنطن ان تواصل "الدفع المكثف" لمساعدة الفلسطينيين دون ان تحصل بالمقابل منهم على "امتنان او احترام"، فان الخارجية الاميركية قالت ان الهدف "ليس معاقبة اي كان".

واضافت ان ادارة ترامب تطالب بمراجعة "في العمق" لطريقة عمل الاونروا التي كانت الممول الاكبر لها في 2017 (350 مليون دولار). كما طلبت واشنطن ان تبذل دولا اخرى المزيد لدعم المنظمة.