استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ إسماعيل نواهضة يوم الجمعة اقتصار الرد العربي والإسلامي على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتبار مدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل" بالشجب والتنديد، مؤكدًا أن مدينة القدس ستبقى روح فلسطين وقلب الأمتين العربية والإسلامية، وعنوان الحديث.
وأوضح الشيخ نواهضة، خلال خطبة الجمعة، أن قرار ترمب "أحدث ردة فعل جماهيرية على المستوى الفلسطيني والعربي والاسلامي والدولي، وأحدث انفعالًا سياسيًا في كل العواصم العربية والاسلامية باستثناء البعض وكأن شيئًا لم يكن".
وقال: "اكتفت تلك العواصم باستنكار ذلك القرار، ثم أعقب ذلك اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وتمخض عن اجتماعهم أن القرار سيدفع المنطقة إلى مزيد من العنف، ثم جاء اجتماع طارئ لمنظمة مؤتمر التعاون الاسلامي في تركيا، ولم يكن التمثيل في هذه القمة بمستوى الحدث وبمستوى المدينة المقدسة، ثم توالت الاجتماعات والمؤتمرات هنا وهناك، وكانت النتائج تقريبًا واحدة تمثلت في الشجب والاستنكار والإدانة، وغير ذلك دون الاتفاق على استراتيجية عملية".
وأضاف "جاءت زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لتزيد النار اشتعالًا، والأمور تعقيدًا، وتؤجج الصراع الديني في المنطقة كلها".
وذكر أنه "بالرغم من استمرار ممارسات الاحتلال الاستفزازية والعدوانية بجميع الأشكال والألوان وعلى جميع المستويات في فلسطين عامة، ومدينة القدس والمسجد الأقصى خاصة، ستبقى القدس روح فلسطين وقلب الأمتين العربية والاسلامية، وستظل عنوان الحدث، ومركز الاهتمام على الدوام، وعنوان الحرب وشعاع السلام، وستبقى عصية على الانكسار، ومآذنها تصدح بالتكبير والتهليل".
وشدد على أن "مدينة القدس والمسجد الأقصى لا يخصان الفلسطينيين وحدهم، فالمسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلمين وهو قبلتهم الأولى، وهو ثاني المسجدين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال".
وقال: "ستبقى القدس في قلوب ووجدان جميع العرب والمسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولن يتخلوا أو يتنازلوا عن حقهم فيها تحت أي ظرف من الظروف".
وأكد أن "الفلسطينيين وفي مقدمتهم المقدسيين سيبقون صابرين مرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وسيحافظون على هويتها العربية والاسلامية، وسيقاومون جميع المحاولات التي تهدف إلى تغيير معالمها الحضارية والثقافية والدينية والتعليمية".