أخطر ما قاله ليبرمان في مقابلاته الصحفية الاخيرة ما تحدث به عن معبر رفح والذي قال فيه كلاما غاية في الخطورة فهو يمس بمصر ودورها وسيادتها, والجانب المصري مطالب بالرد والتوضيح لأنه حمل إهانة موجعة لمصر ولسيادتها فقد قال بالحرف: نسعى لإشراك مصر معنا في الضغط على حماس، ورغم انشغال المصريين بالمشاكل الأمنية في سيناء، لكنهم يجرون تنسيقا مكثفا معنا في العديد من القضايا، ومنها إدارتهم لمعبر رفح، لدينا اعتبارات خاصة بنا بفتح معبر رفح، متى وكيف ولمن يفتح، رغم أن المصريين يحاولون الظهور كأصحاب القرار في ذلك.
خطورة كلام ليبرمان يتمثل في كشفه لحقيقة السيادة المصرية وتنسيقها على معبر رفح، وهذا يطرح سؤالا واضحا هل إغلاق معبر رفح بقرار إسرائيلي وعجز مصري؟ ولماذا تعمد إهانة الدور المصري بقوله "إن المصريين يحاولون الظهور كأصحاب القرار في ذلك"، فليبرمان تحدث بعجرفة واستهتار وكأنه الامر النهاي والسلطات المصرية عبارة عن العوبة بيده
أدرك ان ليبرمان يبالغ الا ان صمت السلطات المصرية يطرح العديد من علامات الاستفهام، خصوصا في ظل انتشار التصريح والتركيز عليه من قبل النشطاء، وربما ما يثير المخاوف ان الحجة الرئيسية كانت هو وجود امن غزة على المعبر، ورغم مهنية ووطنية وضبط وتطوير المعبر ادارية وتنظيميا واداريا وامنيا الا ان المطالبات لم تتوقف لتسليم المعبر، الا ان التسليم لم يفضي عنه فتح للمعبر، بل زادت التعقيدات في عملية خنق غير مبررة لواقع غزة.
لا شك هناك واقع امني مقلق ومتعب في سينا، وربما كان للاحتلال يد في هذا التوتر عبر دعم بعض المجموعات المسلحة الوحشية التي تنفذ الجرائم، الا ان الامن المصري قادر على ضبط الحالة الامنية وتأمين السكان وفتح المعبر على الاقل في الشهر اسبوعا واحدا، كما أن طرح مشاريع اقتصادية واستيعاب اهالي سينا عبر تحويل المنطقة لتجارة حرة سيصب في صالح الاستقرار وحفظ الامن ونبذ التطرف والارهاب.
المطلوب اليوم مواجهة السياسات الاسرائيلية عبر تجاوز حالات الحصار وتعزيز العلاقة بين مصر وغزة، والعمل على فتح معبر رفح وفق اليات مصرية فلسطينية وهو الرد الانسب على ليبرمان.