إحماء السيارة في الشتاء مفيد أم ضار؟

الجمعة 19 يناير 2018 01:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
إحماء السيارة في الشتاء مفيد أم ضار؟



وكالات / سما /

تستيقظ في الصباح الباكر، تنظر في هاتفك لتعرف كم صارت الساعة الآن، يا إلهي لقد تأخرت عن العمل! تقفز من فراشك، وتنهض لتغسل وجهك سريعاً، وترتدي ملابسك لتذهب مسرعاً إلى العمل، تفتح باب سيارتك وتستعد للانطلاق، لكن سُرعان ما تتذكر الحقيقة المُزعجة أن السيارة لم “تسخن” بعد!

هل تحتاج السيارة فعلاً للتسخين قبل الانطلاق بها؟ أم أنها من ضمن التابوهات التي وجدنا عليها آباءنا وأجدادنا؟ وهل ينبغي تسخين السيارة في أي وقت في السنة؟ أم في فصل الشتاء فقط؟ وهل توجد مشكلة إذا سخنت السيارة فترة طويلة؟ يخبرنا المتخصصون في هذا التقرير عن كل ما يدور في ذهن أصحاب السيارات، حول تسخين السيارة قبل الانطلاق بها، وهو الأمر الذي يضطرون لفعله يومياً.

يُعرّف خبراء عالم السيارات مصطلح تسخين السيارة بأنه تشغيل السيارة في حالة برودة المحرك، والانتظار لفترة قبل التحرك بالسيارة، حتى تسخن المكينة، وتكتمل دورة الزيت على كامل أجزاء المكينة، إذ إن المحرك قبل تشغيل السيارة يكون بارداً. ومثلما هو معلوم أن الزيت تزداد كفاءته بتعرّضه للحرارة؛ وبالتالي فإن عملية تسخين السيارة ضرورية جداً لكفاءة المحرك أثناء القيادة.

قد يحتار مالكو أكثر من سيارة في كيفية تسخين كل واحدة منها، ويعتقدون أن جميع السيارات تُسخن بالكيفية نفسها، لكن يشدّد المتخصصون في موقع السيارات، أن محركات السيارات تختلف طريقة تسخينها من محرك لآخر، فالمحركات القديمة تُسخن يدوياً بالضغط على دواسة البنزين بضع دقائق، أو بسحب الخانق أو الشفاط، أما المحركات الحديثة فتعتمد على تقنيات تسخين آلي، ترفع سرعة لفات المحرك، حتى الوصول للدرجة المطلوبة، وهذه التقنيات الآلية في تسخين المحرك تختلف من ماركة لأخرى.

يميل بعض مالكي السيارات إلى تسخينها في فصل الشتاء، وإهمال تسخين سياراتهم في فصل الصيف، ظناً منهم أن حرارة الصيف كفيلة برفع درجة حرارة زيت السيارة وهي متوقفة، لكن الخبراء يقولون غير ذلك، إذ يشدّد الموقع الرسمي لورشة حكومة دبي على أهمية تسخين السيارة في كل أوقات السنة، في الشتاء والصيف والخريف، وحتى الربيع، وترجع هذه الأهمية لمساعدة زيت السيارة على القيام بدوره بكفاءة؛ وذلك عن طريق جزيئاته التي تمنحه اللزوجة اللازمة لتقليل احتكاك القطع الحديدية المكونة للمحرك، مثل التروس والحلقات، بعضها ببعض، وهو ما يحدث على أفضل شكل بزيادة حرارة الزيت، إذا كانت نوعيته جيدة بطبيعة الحال. أما في حال برودة المحرك، سواء كان ذلك في فصل الصيف أو الشتاء، فإن درجة حرارة جزيئات الزيت لا تسمح لها بالقيام بدورها المنوط بها لتحقيق اللزوجة اللازمة للمحافظة على كفاءة المحرك.

يصرّح المتخصصون في موقع سيارتي، أن الوقت الكافي لإكمال دورة الزيت في محرك السيارة يختلف من محرك لآخر، ومن سيارة لأخرى، لكنه لا يتجاوز في معظم السيارات عشر ثوان فقط، وفي كثير من السيارات يكون أقل من ذلك.

يظن بعضهم أن تسخين السيارة لفترة طويلة أمر إيجابي ويزيد من كفاءة المحرك، لكن الخبراء يقولون عكس ذلك، إذ يؤكد موقع بيزنس انسايدر الشهير أن تشغيل السيارة وإبقاءها في مكانها حتى تسخن أمر ضار، وأن أحدث طريقة لتسخين السيارة هو السير بها، وقيادتها، وليس التوقف بالسيارة على جانب الطريق. بل إن تشغيل السيارة دون التحرك بها يعمل على تجمع زائد للكربون في المحول الحفاز لتخفيف انبعاثات الغازات الضارة والكربون للجو؛ ما يسبب على المدى الطويل مشكلة وخللاً في هذا المحول نفسه وتغيراً في العزم.

قد يتخيل بعضهم أن التحرك بالسيارة فور تشغيلها أمر كارثي، لكن هل يتصورون أن دليل المالك في بعض السيارات الحديثة يوصي بالتحرك فور تشغيل المحرك، دون انتظار تسخين السيارة؟ إذ إن تقنيات تسخين المحرك تتم بصورة آلية خلال السير والتوقف على سواء، لذلك يُنصح مالكو هذه السيارات الحديثة التي تعتمد على تقنية التسخين الآلي بضرورة التحرك بعد تشغيل السيارة بمدة تقل عن دقيقة واحدة، والقيادة بشكل هادئ لمسافة قصيرة، قبل التحوّل للقيادة الطبيعية، إذ تعدّ القيادة الهادئة لمسافة قصيرة هي الطريقة المُثلى لتسخين محرك السيارة.

بعد معرفة أن الوقت الكافي لتسخين السيارة، بحسب الخبراء، هو بضعة ثوانٍ فقط تكتمل فيها دورة الزيت في السيارة، نحتاج لعملية إعادة تفكير في كل المعتقدات التي ترسخت في أذهاننا منذ الصغر، واكتشفنا بعد ذلك أنها لا تتصل بالعلم في شيء، وليست إلا عادات متوارثة عن الأجيال السابقة، وبالطبع لا تنفصل عنها الأمور اليومية البسيطة التي اعتدنا فعلها بنفس كيفية آبائنا، مثل إطالة وقت تسخين السيارة.