بقلم المحلل العسكري : سوسي مليمان – معاريف - تقديرات في الجيش الإسرائيلي تشير الى ان حماس لا يسعى للحرب على المدى القصير، لكن هناك تخوفات بأن تقود ردرود افعال حماس على تدمير انفاقها الى تصعيد عسكري، يخرج عن السيطرة.
الكشف عن نفق كرم ابو سالم وتدميره أول أمس، سيدفع حماس الى الزاوية، فهذا هو النفق الثالث تقريبا، الذي يكشف عنه الجيش في الشهور الأخيرة، وحماس تدرك أن إسرائيل تنجح بشكل تدريجي وبمساعدة وسائل حديثة في القضاء على انفاقها.
الوسائل التكنولوجية الحديثة ستعمل على فصل هذه المنظمة الغزاوية عن سلاحها الاستراتيجي الوحد وهو الانفاق الهجومية.
بعد ذلك سيصبح وضع حماس صعبا، خصوصا عندما تنهى إسرائيل خلال العام الجاري بناء الجدار (العائق) التحت أرضي على المنطقة الحدودية الفاصلة مع قطاع غزة، بطول 65 كيلومتر مربع.
ومع الانتهاء من هذا الجدار المسلح بكافة وسائل الأمن المراقبة والاستشعار فوق وتحت الأرض، فأن قدرة حماس على حفر الأنفاق الهجومية سوف تتراجع كثيرا. وهذه هي بحق معضلة حماس.
معضلة حماس:
حماس تريد الرد على كشف وتدمير انفاقها، والعمل على اعاقة استكمال بناء العائق التحت أرضي على الحدود مع غزة، وبهذا ممكن ان تورط نفسها في جولة قتال جديدة أمام إسرائيل. الأمر الذي سيمنعها من الاستمرار في بناء قوتها العسكرية. وقد يعرض علاقاتها مع مصر للتدهور من جديد، خصوصا ان هذه العلاقات تحسنت بشكل نسبي مؤخرا.
حتى أن الكشف عن هذا النفق للدعم اللوجستي، سيثبت للمصريين حجم العلاقات بين حماس وداعش، ورفضها لقطع العلاقات معهم، وفي نفس الوقت سيجعل المصريون يشككون في نوايا حماس تجاه المصالحة.
بالإضافة الى أن اتفاق المصالحة جاء وأسهم في تدهور أوضاع حماس، التي اعتقدت انها ستستطيع من خلاله تطبيق نموذج حزب الله في غزة من خلال ادارة السلاح، وترك أمور الادارة السكان للسلطة الفلسطينية.
والأكثر من ذلك هو الحرب الإعلامية النفسية التي تمارسها إسرائيل مؤخرا ضد هذا التنظيم ، والتي يتم توجيهها مباشرة الى السكان، للضغط على الحركة.
إسرائيل تعمل على اقناع سكان غزة على ان حماس تعمل بعكس مصالحهم، ولا تهتم لحاجاتهم ، وتركز على بناء الأنفاق فقط، وهذا ما ركز عليه الناطقون باسم الجيش الإسرائيلي بالأمس، حيث ذكروا ان هذا النفق يمر من تحت معبر تجاري – كرم ابو سالم.
أخيرا تشير التقديرات في منظومة الاستخبارات العسكرية الى أن حماس الغير معنية بالحرب على المدى القصير، قد تتورط في جولة قتال جديدة من خلال الرد على تدمير انفاقها.
هذه الردود، قد تودي الى تصعيد عسكري سرعان ما يخرج عن السيطرة، وإسرائيل ليست معنية بذلك، وتسعى للحفاظ على اتفاقية وقف اطلاق النار منذ العام 2014، مع ذلك يجب أن لا ننسى أن الحرب الأخيرة على غزة اندلعت بدون أن يكون الطرفين معنيون بها.