قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم بأن كلمة السلام كلمة جميلة نرددها دوما وهي مذكورة في نصوصنا الدينية ونحن في الموسم الميلادي المبارك نؤكد دوما بأن رسالة الميلاد هي رسالة سلام ومحبة واخوة وتلاق بين الانسان واخيه الانسان.
وأضاف "نحن دعاة سلام ونرفض العنف والقتل والتطرف والتخلف والعنصرية بكافة اشكالها والوانها ، نحن دعاة سلام ونريد ان نعيش بسلام في وطننا وفي ارضنا المقدسة وفي مدينة القدس بنوع خاص التي هي مدينة السلام".
وتابع: "السلام مطلبنا جميعا وكلنا ننادي بأن يتحقق السلام وان يسود العدل بين الناس كافة ولكننا عندما نتحدث عن فلسطين الارض المقدسة وعندما نتحدث عن شعبنا الفلسطيني المناضل من اجل الحرية ومن اجل تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية فالسلام بالنسبة الينا لا يمكن ان يتحقق بدون العدالة ، السلام ثمرة من ثمار العدل وعندما تغيب العدالة فعن اي سلام نتحدث. كيف يمكن لنا كفلسطينيين ان نتحدث عن السلام وشعبنا رازح تحت الاحتلال وشهدائنا يرتقون في كل يوم واسرانا ومعتقلينا الابطال خلف القضبان ، كيف يمكن لنا ان نتحدث عن السلام وهنالك فلسطينيون منتشرون في سائر ارجاء العالم وفي مخيمات اللجوء وهم قادرون ان يذهبوا الى اي مكان من عالمنا الا الى وطنهم الام فلسطين التي يتوقون الى العودة اليها . ايها الاحباء اود ان اناشدكم وقد اتيتم حاملين معكم رسالة السلام بأن تتحدثوا اولا وقبل كل شيء عن العدالة فعندما تغيب العدالة فعن اي سلام نتحدث .السلام بالنسبة الينا ليس شعارا او كلمة رنانة نرددها ونتغنى بها ، السلام هي امنيتنا ولكننا لا يمكن ان نقبل بسلام هو في واقعه استسلام للظلم والقمع والاحتلال والعنصرية".
وقال: من اراد السلام عليه ان يعمل اولا من اجل انهاء الاحتلال ومن اجل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه وتحقيق ثوابته وامنياته وتطلعاته الوطنية، الفلسطينيون لا يقبلون بسلام هو في واقعه استسلام للظلم والقمع والعنصرية والاحتلال ، نحن مع السلام ولكننا نرفض الاستسلام . نحن لا نملك ترسانة عسكرية او ثروات طبيعية ومالية ولكن ما نملكه هو اغلى من هذا وذاك الا وهو الانسان الذي يعشق هذه الارض وينتمي اليها ويدافع عن قدسها ومقدساتها ، ان الانسان هو اغلى ما نملك وعندما يظلم الانسان ويستهدف في حريته وكرامته فعن اي سلام نتحدث بغياب العدالة واستمرارية سياسات الاحتلال القمعية الظالمة بحق شعبنا الفلسطيني . من يتحدثون عن السلام عليهم ان يقولوا للرئيس ترامب بأنك مخطىء في قرارك التي اتخذته مؤخرا حول القدس ، من اراد السلام عليه ان يرفض الانحياز الامريكي لاسرائيل وانحياز بعض الدول الغربية الاخرى ، فلا يحق للرئيس الامريكي ان يقدم ما لا يملك الى من لا يستحق ، ولا يحق للرئيس الامريكي ولاي قيادة سياسية اخرى في عالمنا ان تشطب وجودنا وان تلغي حقوقنا الثابتة في مدينة القدس.
وأكد ان ما يسمى بعملية السلام في هذه الارض المقدسة قد وصلت الى طريق مسدود وفشلت فشلا ذريعا والفلسطينيون بغالبيتهم الساحقة فقدوا الامل بتحقيق هذا السلام الموعود الذي انتظرناه كثيرا ولم يأت. يتساءل الكثيرون لماذا فشلت العملية السلمية ولماذا اكتشف الفلسطينيون بأن اوسلو لم تكن الا مؤامرة هادفة لتصفية القضية الفلسطينية ، والجواب على هذا السؤال تجدونه عند كل فلسطيني كبيرا كان ام صغيرا وهو اننا كفلسطينيين لا يمكننا ان نقبل بسلام لا يعيد الينا حقوقنا كاملة . ليس من العدل والانصاف ان يطلب من الفلسطينيين سلام مع بقاء القدس رازحة في ظل الاحتلال ومع شطب حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية ، ان السلام لا يمكنه ان يتحقق مع تصفية القضية الفلسطينية بل من خلال حل هذه القضية حلا عادلا يعيد الحقوق الفلسطينية كاملة لاصحابها. لقد اثبتت امريكا دوما انها منحازة بشكل كلي لاسرائيل والفلسطينيون لا يثقون بامريكا وسياساتها ويعتبرونها سببا اساسيا من اسباب ما حل بنا من نكبات ونكسات.
وقال المطران حنا: اود ان اقول لكم بأننا كفلسطينيين لسنا جماعة من القتلة والارهابيين كما يصورنا الاعلام المغرض الذي نعرف من يوجهه ، شعبنا يناضل من اجل الحرية وانتم تعلمون بأن الحرية لا تقدم لطالبيها على طبق من ذهب ، وان كل الشعوب التي عانت من الاحتلال والاستعمار ناضلت وقاومت وكافحت وقدمت الكثير من التضحيات من اجل حريتها واستقلالها. الفلسطينيون يقدمون التضحيات الجسام من اجل حريتهم ومن اجل القدس عاصمتهم وحاضنة مقدساتهم ومن اجل ان يعيش الفلسطينيون في وطنهم بسلام. ان شعبنا الفلسطيني هو شعب مثقف لا بل هو من اكثر الشعوب العربية ثقافة ، فنسبة الامية في فلسطين هي 0% ونسبة الجامعيين والاكاديميين هي الاعلى في منطقتنا ، نفتخر بانتماءنا لهذا الشعب المناضل المثقف الواعي المنتمي لهذه الارض المقدسة ، نفتخر بانتماءنا لفلسطين ارضا وشعبا وقضية وتاريخا وتراثا ، نفتخر بانتماءنا لارض الميلاد والفداء والشهداء فنحن فلسطينيون نفتخر بانتماءنا للشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية.
واستطرد: "المسيحيون الفلسطينيون نسبتهم اليوم لا تتجاوز ال1% في هذه الارض المقدسة ، لقد اصبحنا قلة في عددنا ولكننا لسنا اقلية وسنبقى صوتا صارخا بالحق ومناديا بالعدالة ونصرة شعبنا الفلسطيني الذي قضيته هي قضيتنا جميعا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين .المسيحيون الفلسطينيون يتوقون الى تحقيق العدالة والسلام في هذه الارض المقدسة ونحن كما كل الشعب الفلسطيني ننادي بأن تتحقق العدالة في هذه الارض وان تزول المظاهر الاحتلالية وان يعيش شعبنا بحرية وسلام في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس .القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في منطقتنا وفي عالمنا ونود ايضا ان نلتفت الى محيطنا العربي فنعرب عن تضامننا مع سوريا ومع العراق واليمن وليبيا ومع كافة ضحايا الارهاب في عالمنا .
وقد جاءت كلمات المطران هذه صباح اليوم لدى استقباله وفدا من منظمة السلام المسيحية في البرازيل وهي مؤسسة تضم في صفوفها عددا من رجال الدين المسيحي ودعاة حقوق الانسان وهي مؤسسة تسعى لتكريس ثقافة التسامح والمحبة والسلام بين الشعوب ورفض التمييز العنصري.