قال محللون سياسيون، إن اتخاذ المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، قرارات “مهمة ومصيرية”، كسحب الاعتراف بإسرائيل، مرهون بالموقف الدولي، ووجود مساندة من دول وكيانات سياسية كبرى.
وتضمنت توصيات اللجنة، “دراسة عدة قضايا جوهرية أبرزها تعليق الاعتراف بإسرائيل، والانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة، والبدء في تحديد العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع إسرائيل”.
وتعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اجتماعاً هاماً السبت القادم، للتحضير لاجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير التي ستبدأ الأحد.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي حافظ البرغوثي، إن اتخاذ قرار سحب الاعتراف بإسرائيل، مرهون “بالموقف الدولي”.
وقال:” هذا بحاجة لدعم فعلي من دول عربية وإسلامية وأوروبية، لكن حتى الآن لم يكن هناك دعم واضح في هذا الاتجاه”.
وأضاف:” الرئيس (محمود عباس) سيذهب إلى بروكسل، من أجل الطلب من الدول الأوروبية الاعتراف بدولة فلسطين كدولة تحت الاحتلال”.
وقال البرغوثي:” لا اعرف مدى قدرتنا كفلسطينيين على اتخاذ قرارات، مثل سحب الاعتراف بإسرائيل، أو اعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال، أو تغيير دور وشكل السلطة لتصبح دولة، كل هذا لا يمكن أن نحصل عليه دون دعم خارجي إسلامي دولي، وبدعم من دول وكيانات كبرى مثل روسيا والصين، وأوروبا”.
وأضاف:” لو قرر المجلس المركزي فعلاً القيام بهذه الخطوة، ربما يكون القرار شكلياً فقط، لحين الحصول على ضوء أوروبي في الدرجة الأولى”.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى أوروبا خلال الشهر المقبل للحصول على دعم للقرارات المتوقعة من قبل المجلس المركزي.
وقال البرغوثي” المفصل في الأمر هي أوروبا، موقف قوي منها قد يشجع الفلسطينيين على تنفيذ أي قرارات يتم اتخاذها”.
ووقّعت منظمة التحرير اتفاق أوسلو مع اسرائيل عام 1993، وتشكلت بموجبه السلطة الفلسطينية كهيئة تدير شؤون الفلسطينيين لمرحلة انتقالية لخمس سنوات، يتم خلالها التفاوض من أجل الوصول إلى حل نهائي يقيم دولة فلسطينية، لكن ذلك لم يحصل.
وفي عام 2012 حصل الفلسطينيون على الاعتراف بهم كدولة غير مكتمل العضوية في الأمم المتحدة.
ووفق “توصيات المجلس″، التي حصلت عليها وكالة الاناضول، فإن الفلسطينيين سيسعون إلى الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، كما أنهم قد يعلنون خلال اجتماعات المركزي فلسطين “دولة تحت الاحتلال”، ويطلبون من العالم الاعتراف بها وتوفير الحماية الدولية لها.
وكان أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في تصريح لإذاعة صوت فلسطين صباح أمس:” لا يمكن اتخاذ أي توصية من قبل المجلس دون أن نضع بعين الاعتبار كل الاحتمالات، التي قد تترتب عليها”.
وأضاف:” عندما نشير إلى أن العملية الانتقالية بما فيها الاعتراف بإسرائيل قد وصلت إلى طريق مسدود، فهذا يعني إعادة النظر في كل الاتفاق المرحلي أي اتفاق اوسلو، فنحن شكلنا السلطة لتقود الفلسطينيين من الاحتلال الى الاستقلال ولا لكي تتحول السلطة الى وكيل للاحتلال”.
لكن مجدلاني أكد أن الموقف العربي المطلوب لدعم الرؤيا التي تقدمها القيادة الفلسطينية دون المطلوب.
وقال:” كنا نتوقع من الدول العربية موقفا اكثر ملموسية، أكثر جدية فيما تقدمه القيادة الفلسطينية من رؤي لمعالجة الموقف”.
وأضاف:” نشعر أن الموقف دون المستوى المطلوب ودون مستوى التحدي، لكن نسعى مع كل ذلك إلى بناء موقف مشترك وعملي ملموس وليسا خطابياً لنستطيع أن نواصل جهدنا وعملنا المشترك بالحدود الدنيا لما تشكله القدس لأهمية من فلسطين”.
بدوره قال الدكتور سميح شبيب، الكاتب والمحلل السياسي، إن المجلس المركزي لا يستطيع أن يسحب الاعتراف بإسرائيل، لأنه “لا يقدر على ذلك”.
وأضاف شبيب:” لو اتخذ المجلس قراراً في هذا الإطار فلن يكون ملزما فمثلاً هو اتخذ قراراً سابقاً عام 2015 بوقف التنسيق الأمني، والحقيقة أن هذا التنسيق لم يتوقف”.
وتابع شبيب:” حال اتخذ قرار بإلغاء اتفاق أوسلو أو سحب الاعتراف بإسرائيل فإن الإسرائيليين سيتخذون قرارات في المقابل قاسية مثل أن يتم الإعلان عن السلطة أنها تنظيم إرهابي خارج عن القانون”.
واشار شبيب إلى ان الفلسطينيين “رفعوا كثيراً من سقف التوقعات لجلسة المركزي المقبلة، لكنهم لم يأخذوا بعين الاعتبارات ان اسرائيل لن تجعل الأمر سهلاً، وأنهم لن يستطيعوا أن يقوموا بهذه الخطوات دون دعم قوي واضح من المجتمع الدولي”.
(الأناضول)