لسنا على العهد يا عهد ...ميسا جيوس

الخميس 11 يناير 2018 10:05 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لسنا على العهد يا عهد ...ميسا جيوس




من أنت أيتها الشقراء الجريئة؟ من أي بركان خرجت؟ ومتى  كبرت؟ متى استبدلت دميتك الصغيرة بحجر وكوفية؟ كيف كبرت هكذا بين ليلة وضحاها؟ فلم تأخذي الوقت اللازم يا صغيرتي لتقطعي المسافة الفاصلة بين الطفولة والنضال، فتلك مسافة شاسعة لا قبل لكثيرين عليها، فكيف قفزتي بسرعة الضوء لتصبحي إيقونة للمقاومة السلمية ولغز حير القاصي قبل الداني. 
شاهدك العالم حين لم تجدي ما تقاومين به فأطبقتي أسنانك الصغيرة على يد المحتل الغاشم، عرفناك مقاومة صغيرة تقفزين بين خوذات الجنود الصهاينة تطردينهم من قريتك بلا كلل ولا ملل. ويعلو صراخك يا صغيرتي أن ارحلوا من أرضنا من برنا من بحرنا. أيتها الوردة الجورية بأي زنزانة تغفين الآن؟ هل يحمل بابها الحديدي الثقيل رقما؟ ام أنهم أزالوا عنك الرقم كي لا يستدل عليك احد. فأنت يا صغيرتي الجميلة كما يقولون "تشوهين" سمعة الاحتلال، كيف لك أن تفعلي هذا بمحتل يطلق من أفواه البنادق ورودا ويرش عطرا على الملأ؟ أنت يا زرقاء العينين، تهددين أمن دولة تمتلك سلاحا نوويا، وجيشا "لا يقهر". كيف لك يا صغيرتي أن تفعلي هذا "بالمحتل الجميل". 
لا ادري ماذا تفعلين الآن في زنزانة مظلمة يا صغيرتي الجميلة، علك تتمتمين موطني؟ أو علك تغمضين عيناك خوفا؟ أنت طفلة يا صغيرتي، طفلة وأمثالك في العالم يلهون ويكبرون بإقبال على الحياة، أما أنت فتعانقين جدران زنزانة بدلا مِن صدر أمك.
 من؟ أقلت أمك؟ لا يا صغيرتي حتى إن عدت للبيت الليلة فأنت لن تجدي أمك فناريمان أيضا في زنزانة أخرى اعتقلت وهي تهذي هائمة باحثة عنك. 
لقد لمحت عيناك الزرقاوتان في قاعة محكمة الاحتلال تبسمان قائلة؟ أأحرجتكم بقوتي؟ أنا لي حق وحقي هو منبع قوتي. لا أدري إن كانت عيناك لا زالت تلمع مشعة أملا آم أن ظلمة الزنزانة خفتت بريقهما تعبا وأرقا. 
اقتربت أيام اعتقالك من الستين، ولا احد منا يعلم ماذا يخبئ المحتل لك، لكن لا تحزني يا صغيرتي أن قلت لك أن لا احد باق على العهد يا عهد، وفلسطين لن يوصلها لبر الحرية سوى أبناء الأجيال القادمة التي تحمل روحك ورباطة جأشك. أما نحن ومن سلفنا وبحرقة أقول بأننا؛ لسنا على العهد يا عهد!