وقف العالم مذهولاً أمام تباهي كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جون أون بقدرتهما على إشعال حرب نووية بكبسة زر أحمر توجد في مكتب كل منهما.
وكان ترامب ردّ على تصريحات كيم بأنه يمتلك زر نووي أكبر وأقوى في مكتبه، لكن هل يتم حقّا إطلاق الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية بكبسة زر؟ أو هل يوجد هذا الزر على الإطلاق؟ هنا نعرض بروتوكول الضربة النووية في الولايات المتحدة.
في الحقيقة لا يوجد أي زر أحمر في مكتب الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض بل هناك أداتين يجب على الرئيس استخدامهما لإطلاق ضربة نووية: كرة القدم والبسكويت.
تبدأ العملية بالرئيس، وهو الشخص الوحيد المخول بتفعيل البروتوكول. لكن “ركل” كرة القدم و”أكل” البسكويت عليه إجراء اتصالين هاتفيين مع مستشارين عسكريين يقدمان النصيحة فقط. المستشار الأول هو نائب القائد العام لوزارة الدفاع لمركز القيادة العسكرية الوطنية، والثاني هو رئيس القيادة الاستراتيجية الأمريكية.
بعد الاستشارة على الرئيس ركل كرة القدم، وهو الاسم الذي يطلق على حقيبة جلدية بوزن 20 كيلوغرام يحملها أحد المساعدين العسكريين وترافق الرئيس في جميع تحركاته، حيث يجب أن تكون هذه الحقيبة متوفرة خلال ثوان من قرار تنفيذ الضربة. وكرة القدم تتضمن لوائح تحتوي الخيارات النووية.
بعد تحديد الهدف وحجم الضربة يأتي دور البسكويت، وهو اصطلاح آخر لبطاقة يحملها الرئيس في جميع الأوقات وتتضمن سلسلة من الشيفرات هدفها التحقق من هوية الرئيس قبل توجيه الضربة. الرئيس يرسل الشيفرات إلى وزارة الدفاع، التي بتدورها ترسل بنك الأهداف إلى الغواصات الأمريكية النووية.
في الغواصة يقوم الطاقم بإدخال الشيفرات لإطلاق الصاروخ الحامل للرؤوس النووية، حيث تُرسل الأوامر إلى أكثر من غواصة في ذات الوقت. وتمتلك الولايات المتحدة 18 غواصة نووية كل واحدة قادرة على إطلاق 24 صاروخ عابر للقارات محمل برؤوس نووية.
وعلى الرغم من عدم وجود هذا الزر الأحمر الذي يتباهى به ترامب، العملية منذ بدايتها حتى لحظة الأطلاق تستغرق خمس دقائق، ما يعادل كبسة زر.