كشف تقرير توثيقي صدر، اليوم الاحد عن مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادقت خلال العام 2017 على بناء نحو 5500 وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة ومحيطها.
وحسب التقرير السنوي "حصاد" حول الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة المحتلة خلال عام 2017، فقد تمت المصادقة على بناء 854 وحدة في مستوطنة "راموت"، و618 وحدة في "رامات شلومو" و566 وحدة في " بسغات زئيف "، و549 وحدة في "معاليه ادوميم".
وكما وصادقت لجان التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال على 737 وحدة في مستوطنة "غيلو "، و18 وحدة للمستوطنين في بيت حنينا، و340 وحدة في مستوطنة "النبي يعقوب"، و176 وحدة في مستوطنة "نوف صهيون" في جبل المكبر، و1600 وحدة استيطانية من ضمن مخطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في "جفعات همتوس" بهدف إغلاق المساحة الفاصلة بين مستوطنتي "هارحوماه" و"جيلو" جنوبًا.
كما قررت الحكومة الإسرائيلية ضم 250 دونمًا تقع قرب مستوطنة "ارنونا" التي كانت حتى عدوان 1967 ضمن ما كان يسمى بـ "المنطقة الحرام" قرب بلدة صور باهر ونقل هذه الأراضي وضمها لما يسمى بمنطقة "سيادة" بلدية الاحتلال.
وأكد التقرير أن المسجد الأقصى المبارك تعرض خلال العام 2017 لهجمة تهويدية إسرائيلية غير مسبوقة، من خلال محاولة سلطات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد من خلال وضع بوابات الكترونية على مداخله.
ووثق المركز افتتاح كنيس يهودي أسفل أساسات مصلى قبة الصخرة المشرفة بعد 12 سنة من الحفر والتنقيب، وتكثف اقتحامات الأقصى، حيث سجل اقتحام نحو 28 ألفًا من المستوطنين والطلبة المتدينين ورجال المخابرات.
وحسب التقرير، فقد أبعدت شرطة الاحتلال عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة نحو 170 مواطنًا لفترات زمنية متفاوتة ودفع غرامات مالية، وسمح لليهود المتدينين ذوي اللباس الأسود باقتحام المسجد، بالإضافة إلى الصعود إلى صحن قبة الصخرة لأول مرة منذ عام 1967.
وسمح أيضًا لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد بعد منع استمر عام ونصف، وفي سابقه خطيرة اقتحمه عضو الكنيست المتطرف "يهودا غليك" برفقة نجله وذلك للاحتفال بعقد قرانه، فيما رفع أحد أفراد الشرطة برفع العلم الإسرائيلي في باحات المسجد.
كما وكشف تقرير عن وجود 64 نفقًا تحت الأقصى نصفها في الجهة الغربية، وفي السياق هذا عرضت وزيرة الثقافة "ميري ريغيف" خطة حفريات كبيرة أطلق عليها اسم "مخطط شاليم" تتضمن حفريات واسعه قرب بلدة سلوان والبلدة القديمة في مدينة القدس بتكلفة تقدر 250 مليون شيكل.
وكشف تقرير خاص أن عدد الكنس داخل البلدة القديمة وحولها بلغ 104 منها 75داخل أسوار البلدة، وأن 22% من مساحة البلدة تم تهويدها.
الاحتلال صادر ن
وأشار المركز في تقريره إلى أن سلطات الاحتلال واصلت سياستها الممنهجة لتهويد المدينة المقدسة خلال العام الماضي لتغيير طابعها العربي الإسلامي والمسيحي، وتزوير الرواية التاريخية، حيث افتتحت أنفاقًا استيطانية تربط بين مدينة القدس و"تل أبيب" بمدة زمنية لا تتجاوز نصف ساعة.
ولفت إلى افتتاح نفق في المنطقة الجنوبية للأقصى على مسافة 200 متر من باب المغاربة، بالإضافة إلى بدء تنفيذ مشروع ربط حائط البراق بالقطار القادم من "تل أبيب" من خلال حفر نفق بعمق 50م ويصل طوله إلى 2كم، وبناء قطار هوائي يصل حائط البراق بجبل الزيتون.
كما واصلت سلطات الاحتلال خلال العام الماضي عمليات المصادرة والتهويد للعقارات في أحياء سلوان والشيخ جراح، فهناك أربع مخططات بناء للمستوطنين في حي الشيخ جراح، وبحسب أحد المخططات، سيتم إخلاء عائلة فلسطينية بهدف إقامة مبنى يتألف من 3 طوابق، يضم 3 وحدات سكنية.
ووفقا لمخطط آخر، سيتم إخلاء 4 عائلات فلسطينية بهدف إقامة مبنى يتألف من 5 طوابق، يضم 10 وحدات سكنية.
أما بما يتعلق بهدم بيوت المقدسيين، ذكر التقرير أن جرافات الاحتلال هدمت 199 بيتًا ومنشأة للمواطنين المقدسيين خلال العام المنصرم، منها 95 بيتًا و104 منشآت، وأدت إلى تشريد نحو 76 أسرة من ضمنها 250 طفلًا.
فيما بلغت عمليات الهدم الذاتي 18 بيتًا و12 منشأة هدمها أصحابها ذاتيًا تجنبَا لدفع غرامات مالية باهظه، وهدمت روضة للأطفال في تجمع جبل البابا في بلدة العيزرية، وصادرت كل محتوياتها.
ونوه إلى أن سلطات الاحتلال وزعت نحو 495 اخطارًا بالهدم لبيوت ومنشآت المقدسيين، من بينها اخطارات بالإخلاء الفوري للتجمعات البدوية في جبل البابا والخان الأحمر، بالإضافة إلى أخطار لهدم ستة عمارات سكنية في بلدة كفر عقب.
وأفاد التقرير بأن سلطات الاحتلال قتلت 12 مقدسيًا من بينهم سيدة، وذلك إما خلال مواجهات أو إعدامهم على الحواجز الشرطية داخل المدينة، فيما شهدت المدينة أعلى نسبة اعتقالات خلال العام 2017، باعتقال 2436 مواطنًا، ثلثهم من الأطفال.