تتواصل الاحتجاجات “الافتراضيّة” السعوديّة عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، ويُعبّر السعوديون عن امتعاضهم، وغضبهم، وحالهم الاقتصادي الذي يزداد سوءاً، لا بل باتوا يعقدون مُقارنات بين الحال، وحال رفاق الدم الخليجي، وأبناء الدول الخليجيّة، ليجدوا أنفسهم في ذيل الرفاهيّة، بل حتى في ذيل قائمة تنفيذ الوعود، التي تهطل عليهم كالأمطار تحت العناوين المُختلفة، لتكون مرّةً “رؤية مُستقبليّة”، وأخرى مشاريع مُستقبليّة، قد يكون تحقيقها مُجرّد أحلام.
هذه المرّة، السعوديون كانوا على موعدٍ مع مُناشدة مليكهم، العاهل الملك سلمان ومُخاطبته مُباشرة، وعبر وسم “هاشتاق” خرج عن سيطرة الجُيوش الإلكترونيّة الجرّارة التي تُديرها المباحث، بحساباتها الكثيرة والمهولة، تصدّر الوسم بعنوان: “الشعب السعودي يُناشد الملك” قائمة الترند السعوديّة، وحلّ رابعاً حتى إعداد هذا التقرير.
أبو إبراهيم علّق قائلاً: الواجب أن تكون السلع الأساسيّة، والبنزين خط أحمر، حساب هو قال أن الغربة ليست أن تعيش خارج الوطن، بل الغُربة أن تعيش فقيراً في أغنى وطن، أما محمد الزهراني فأكّد أن صوتهم سيصل للمسؤول غصب عن الأشناب والمُطبّلين، سامي بن دخيل تساءل هل مدينة “نيوم” أهم من راحة شعبك يا ملك، وكرمانو قال حيف كُنّا نَرى هاشتاقات على أبسط الطلبات، اليوم صِرنا نُحارب لدفع اغتصاب السلطة لأموالنا، وحُقوقنا.
واجتمع غالبيّة الشعب السعودي، كما رصدت “رأي اليوم” على عِدّة مطالب كان أبرزها: إعادة علاوات عام 38، 39 هجري، إعادة الرواتب بالتاريخ الهجري، إلغاء الضرائب، تخفيض أسعار الطاقة والبنزين، زيادة الرواتب، توظيف العاطلين، زيادة مُكافأة الطلاب.
وكان لافِتاً، ما عبّر عنه نُشطاء ومُغرّدون، حول التظاهرات في إيران الذي كان قد حرّض الإعلام السعودي ضد النظام الحاكم (الملالي) فيها، حيث تمنّى الناشط عامر بدر أن تتقبّل السلطات السعوديّة، مُطالباتهم بالصدر الرحب، كما فعلت السلطات الإيرانيّة مع مطالب شعبها، ونحن يُضيف خالد العمراني لم نتظاهر ولم نخرج على الحاكِم، ولا نُطالب إلا بحُقوقنا.
الخبير في منصّات التواصل الاجتماعي، وعُلوم الإعلام الذي طلب من مُعد هذا التقرير عدم ذكر اسمه، واكتفى باسم المُواطن X، أكّد “لرأي اليوم”، أن قُدرات الجُيوش الإلكترونيّة في مُواجهة مد من التغريدات المطلبيّة، قد تبدو واقعيّةً، لكن لا يُمكن التنبؤ بدوام سيطرتها، فأعداد المُواطنين بطبيعة الحال، أكبر من المُغرّدين وحساباتهم الوهميّة، والرأي العام السعودي يَحكمه “تويتر”، وقادر أن يدخل قائمة “الترند”، وهُناك من الفاعلين والمُؤثّرين من يستطيع تحريك الجبهة الداخليّة “تويتريّاً”، ومن ثم الانتقال إلى أرض الواقع.
الشعب السعودي، وفق مُطّلعين تحدّثوا لرأي اليوم، بات يُدرك جيّداً أن قيادته، وحُكومة بِلاده، لم تعد تُعنى براحته، ورفاهيّته، وهي تُواصل عصفها الحازم بما تبقّى من خيرات في جُيوبه، وهي في مُقابل هذا تُمارس رفاهيّة مُفرطة، لا بل تُواصل تدخّلاتها العبثيّة في المِنطقة، والتي تحتاج إلى ملايين من الريالات، وهي بطبيعة الأحوال (التدخّلات) ستقضي على آخر ما تبقّى من الأخضر واليابس في بلاد الحرمين.
يقول الصحافي المِصري سعد الدين عطا الله، والمُختص في الشؤون السعوديّة، والذي تواصلت معه “رأي اليوم، أن القِيادة السعوديّة، وبالرّغم من تقليصها صلاحيات المُؤسّسة الدينيّة، والاتجاه إلى العصر العلماني، لا تزال تدفع ببعض الأصوات المُتبقيّة مِنها، والمُوالية لها بطبيعة الحال تماماً، إلى العمل على تجميل قرارات فرض “الضرائب” ورَفع الأسعار، لما فيه من مصلحةٍ للبلاد والعِباد، بعد أن كان فرض الضرائب حرام في يَومٍ من الأيّام، وعلى لسان ذات المُشرّعين، أو الوَجه الآخر للمُؤسّسة الدينيّة، أو ما يُسمّى بحَسب عطا الله بالعَقيدةِ الوهابيّة التي لا تزال تلجأ لها القيادة الشابّة برغم انفتاحها، لتشريع قراراتها الحسّاسة، وربّما المصيريّة على حد قوله.
يُشار إلى أن مُواطناً سُعوديّاً، قد أقدم على حرق محطّة بنزين، اعتراضاً مِنه على رفع أسعار البنزين بنسبة 126 بالمئة، وهو ما تفاعلت معه منصّات التواصل الاجتماعي، وبرّرته بالغضب المُحق، وهذا يشي بالكثير، ويُنبِئ بانفجارٍ شعبيٍّ سُعوديٍّ قادِم ربّما وفق مُراقبين