التحول إلى دولة تحت الإحتلال مرحلة ما بعد التسوية و الرعاية الأمريكية..محمد حجازي

الخميس 04 يناير 2018 11:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
التحول إلى دولة تحت الإحتلال مرحلة ما بعد التسوية و الرعاية الأمريكية..محمد حجازي



كان عام 2017 ثقيلا على الفلسطينيين  ,  لم يتم إنجاز المصالحة  و وحدتهم  كجماعة سياسية  و احدة , بالرغم من المحاولات العديدة  ,   خلق هذا واقعا  مريرا عكس  نفسه على كل المجالات , وكان قرار الرئيس ترامب  بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل  و نقل السفارة إليها  , ذروة المأساة الفلسطينية  , فالراعي الأمريكي غدر بالفلسطينيين  , وقدم القدس هدية للإسرائيليين  , في مشهد سيقف عنده الفلسطينيون  طويلا ,  هذا القرار الأمريكي شجع نتياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية  و رئيس حزب الليكود  , على تبني قرارا  بفرض السيادة الإسرائيلية  على  الضفة الغربية  , على أن يصبح القرار ملزما لهيئات وممثلي الليكود في الكنيست وفي الحكومة وفي كل لجنة ومؤسسة ومنبر  , ولم يقف القرار عند ذلك بل منع أي ليكودي في المستقبل  , من الحديث عن حل الدولتين  ,  هذا القرار  تصعيد غير مسبوق  وضرب واضح لحل الدولتين  , ولكل  قرارات الشرعية الدولية  .

بدون أدنى شك أن الفلسطينيون يدخلون عام 2018 الذي سيكون بمثابة مرحلة جديدة  , تختلف عن سابقتها  كثيرا  , عناوين المرحلة  :  أن هناك تغيرا جذريا في رؤية الإدارة الأمريكية  إزاء الصراع العربي الإسرائيلي  ,  من راعي  لعملية سلام إلى تبنى كاملة للرؤية الإسرائيلية    ,  و القائم على ركائز عدة  لا للدولة الفلسطينية  ,  و لا للقدس ,  ولا لعودة اللاجئين  , أي أن الضفة الغربية و القدس الكبرى جزءا من إسرائيل  ,  هذه الرؤية مدعومة بالراي العام الإسرائيل ,  الذي ينزاح بغالبيته  إلى اليمين و اليمين المتطرف ,  إلى جانب أن قرار الرئيس ترامب حول القدس  , مدعوما وبشكل كبير من  قبل المجلسين  النواب و الشيوخ  ,  وبالتالي الرهان على التسوية بشكلها الحالي  "   رعاية أمريكية   "   ضرب من الجنون  .

الحديث عن البحث عن رعاية غير الأمريكية   , إستنادا لموقفها وقراراها من القدس  , يحتاج إلى تدقيق , إن أي راعي لعملية السلام سواءا أوروبا أو الأمم المتحدة تحتاج إلى موافقة إسرائيل  , الأمر الذي يحتاج جهدا و ضغوطا دولية هائلة على إسرائل للقبول بها , و بالطبع  من غير المجدي المراهنة على هذه الضغوط  , إذا  نحن  فعلا إزاء مرحلة جديد ة  , مرحلة مابعد التسوية و الرعاية الأمريكية  , الذهاب لمجلس الأمن و للجمعية العامة للأمم المتحدة  ,  و الإنضمام لكافة الإتفاقيات و المعاهدات و المؤسسات الدولية  ,  شيء هام يجب المحافظة عليه  حتى تبقى القضية الفلسطينية حاضرة في العالم   .

العالم تحكمه حسابات السياسة و المصالح  , المعارضة الدولية للقرار الأمريكي شيء مهم  أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة  , ولكن مواقف الدول تتغير مع تغير  المصالح   و الحسابات , فعلى سبيل المثال  لو أعدنا طرح  عضوية فلسطين الكاملة  في مجلس الأمن  الدولي  , ليس من المضمون أن تصوت معك كل دول الإتحاد الأوربي  , التي صوتت معك ضد قرار ترامب حول القدس  , بمعنى أكثر وضوحا , العالم يتعاطف مع الفلسطينيين  , ولكن هذا التعاطف و التأييد   , دائما خاضع لحسابات المصالح و السياسة  .

و أمام هذا المشهد و التحديات  , وجب على الفلسطينيين أن ينتقلوا هم أيضا  إلى مرحلة نضالية جديدة , عنوانها  الرئيسي  التصدي لمخططات العدو الإسرائيلي و إفشالها , وفي مقدمة  ذلك القدس العاصمة السياسية للفلسطينيين  , وهذا يتطلب إنهاء الإنقسام ,  و إستعادة و حدة مؤسساتنا  , و الإتفاق على برنامج سياسي واضح ومحدد لطبيعة المرحلة التي نمر فيها  .

 إذا أرادت إسرائيل  و من  خلفها الولايات المتحدة الأمريكية  طمس الدولة الفلسطينية  و إزالتها من قاموسها السياسي  ,  وجب على الفلسطينيين  إحداث عملية واسعة عنوانها التحول إلى دولة تحت الإحتلال  , و نحن كذلك لأن قرارات الشرعية الدولية تحدد ذلك سواء  قرارات مجلس الأمن  , أوالجمعية العامة  تقول ذلك صراحة , و العالم يتعامل مع الفلسطينيين على أساس ذلك , هذا يتطلب القيام بعملية واسعة  ,  في تحول السلطة الفلسطينية  وبكل مؤسساتها  و أملاكها ,  إلى دولة تحت الإحتلال ,  وهذا يحتاج أيضا   أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية   قوية وفاعلة , عبر تطوير كل مؤسساتها  ,  الفلسطينية بمجلسيها الوطني و المركزي  , هذه العملية لها أبعادها السياسية و القانونية  .   أما بشأن ردود الفعل الإسرائيلية , فالحسابات لن تختلف  كثيرا ,  فنحن في  خضم معركة مفتوحة   , على كل قرارات الشرعية الدولية ,  مستغلة بذلك حالة الوضع العربي المتهالك  في حروبه .

نحن في خضم مرحلة جديدة بعدما خسرنا الكثير  , بعدما حدث  ما حث في المطقة العربية  , و بعد الإنقسام  , و الإقتتال كل هذا شجع إسرائيل على المضي في مخططات لتصفية القضة الفلسطينية , بداية  من محاولات  عزل قطاع غزة عن القضية الفلسطينية  ولن تنهيها  في القدس ,    نبدأ بإنهاء الإنقسام   , و إستعادة وحدة مؤسساتنا وتحويل السلطة إلى دولة  تحت الإحتلال حسب قرارات الشرعية الدولية و القدس عاصمتها  .