حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من اتخاذ خطوات وإجراءات جديدة من شأنها تصعيد التوتر حول قضية القدس.
جاء ذلك في رسالة بعثها الجمعة إلى مؤتمر "ماس-اكنا" السنوي الذي انطلقت فعاليات نسخته الـ16 بمدينة شيكاغو الأميركية، ويعدّ أكبر مؤتمر للمسلمين في أمريكا والغرب.
وقال الرئيس التركي إن مسلمي الولايات المتحدة يواجهون اليوم اختبارات ومخاطر وتهديدات جديدة، وأن مؤتمر "ماس-اكنا" السنوي سيكون مفيدًا لمناقشتها.
وأكّد إردوغان في خطابه للمشاركين في المؤتمر أن النصر الذي تحقق في منظمة الأمم المتحدة بشأن القدس، يظهر مجددًا أهمية التضامن والتحرك المشترك لتحقيق الأهداف.
وأشار إلى دعم 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، للقرار الذي بادرت تركيا في طرحه من أجل إلغاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل".
وفي 6 كانون الأول/ديسمبر الجاري أعلن ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمةً لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، وقلق وتحذيرات دولية.
وفي 21 من نفس الشهر أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بأغلبية ساحقة ترفض قرار الرئيس الأميركي بخصوص القدس، بناءً على مبادرة من تركيا واليمن.
وقال إردوغان إن هذا النجاح هو بمثابة نقطة تحول بالنسبة للنضال من أجل الحق والعدالة والحرية، وهو نصر للوحدة والتضامن والتكاتف، وقد أثبت للعالم أن هناك قيمٌ لا يمكن شراؤها بالأموال.
وتابع: " القدس مدينة عزيزة على قلوبنا، ولا يمكن التضحية بها في سبيل حسابات المصالح، فهي قرّة عين المسلمين وكرامتهم وخطّهم الأحمر، وينبغي على العالم الإسلامي أن يدرك من الآن فصاعدًا قوته الحقيقية".
وأكّد إردوغان أن تركيا ستواصل كفاحها من أجل القدس بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، معربًا عن أمله في أن يكون هذا الأمر وسيلة لنهوض واستيقاظ المسلمين.
وشدّد الرئيس التركي على ضرورة الوقوف في وجه المحاولات الرامية إلى التغلغل وزرع الخلاف بين المسلمين الذين يمكنهم تجاوز جميع التحديات عندما يكونون كـ "البنيان المرصوص".