الصفقة والمصالحة.. عماد الفالوجي

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 06:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
الصفقة والمصالحة.. عماد الفالوجي



هل هناك علاقة بين صفقة " القرن الأمريكية " والمصالحة الفلسطينية ؟ هل التراجع الحادث في تحقيق أي تقدم في ملفات المصالحة المتفق عليها هي نتيجة منطقية للتراجع في طرح صفقة القرن بعد الخلاف الأمريكي الفلسطيني والعربي حول إجراءات وقرارات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن القدس ونقل سفارة بلاده إليها بعد اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي .. 
في بدايات التقدم في ملف المصالحة تحدث الكثير من المراقبين السياسيين أن إعادة قطاع غزة للسيطرة الرسمية الفلسطينية خطوة لابد منها لطرح صفقة السلام الأمريكية التي يعكف على إعدادها طاقم متقدم من الإدارة الأمريكية بتوجيهات ورعاية الرئيس الأمريكي الذي تعهد بتقديم خطة سلام لكل الأطراف وطرحها عليهم بل وفرض تنفيذها على أرض الواقع .. وكانت بعض التسريبات التي تقول أن قطاع غزة سيكون في قلب هذه الصفقة ولذلك كان لابد من تغيير الوضع القائم في قطاع غزة تمهيدا لتنفيذ المشروع المقترح .. 
وحتى يتم تحقيق ما هو مطلوب لابد من إنجاح المصالحة الفلسطينية لأنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لتغيير واقع قطاع غزة وتهيئة الأجواء لتقديم تلك الخطة السياسية الهامة ، ومن هنا كان الدعم الدولي والعربي والمحلي لضرورة الإسراع في إتمام المصالحة والتجاوب مع كل المطالب الشعبية والعربية لذلك ، وبدأ الأمل يكبر في تجاوز مرحلة الانقسام الأسود ، مع أن الكثيرين رفض ربط تحقيق المصالحة مع أي خطة سياسية خارجية .. 
ولكن ما يجري اليوم يؤكد صدق ما سربه الكثيرين بوجود علاقة وطيدة ومباشرة بين صفقة القرن الأمريكية وتحقيق المصالحة الفلسطينية والدليل هو تراجع فرص نجاح المصالحة في نفس الوقت الذي تراجعت فيه الصفقة الأمريكية من التنفيذ ،، فهل هذا محض صدفة ؟؟ ،، 
بعد الغضب الفلسطيني والعربي والدولي على قرار الرئيس الأمريكي المشئوم بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي والمواجهات الدبلوماسية في أروقة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والجامعة العربية وقمة التضامن الإسلامي وغيرها من المنابر الدولية إضافة الى حركة الشعوب الحرة المناهضة للسياسة الأمريكية ،، أعلنت الإدارة الأمريكية التراجع عن صفقتها السياسية ، وكان الأصل أن يكون كل ما حدث دافعا للتقدم السريع لتحقيق المصالحة للنجاح في المواجهة القائمة ،، ولكن حدث العكس ليؤكد صدق النظرية حول الربط بين الصفقة والمصالحة