نشر الصحفي الإسرائيلي العنصري المتطرف المدعو بن كسبيت، في مقال له في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مقالا ألمح فيه إلى أنه لو كان مكان جندي الاحتلال لقتل الفتاة الصغيرة عهد التميمي، وفي فقرة أخرى، يلمح الى أن فتيات كبنات التميمي، يجب معالجتهن في الظلمات، بعيدا عن الناس والكاميرات. وقالت النائبة عايدة توما سليمان، من القائمة المشتركة في الكنيست، إن هذا يعكس العقلية الإجرامية التي تتملك أمثال الكاتب، فالبطلة عهد التميمي تدفع ثمن نضالها أضعافا وأضعافا، فمرة لكونها ابنة شعبها، ومرة لكونها فتاة، وفي مجتمع طبيعي، كان يكفي هذا الكلام وحده لزجه في السجن.
ويقول بن كسبيت في مقاله، إنه لو كان مكان الجنود، "لبات منذ ذلك اليوم في الاعتقال الى حين انتهاء الاجراءات القضائية" (المحاكمة). ما يعني ضمنا أنه كان سيقتل عهد التميمي فورا، إذ أن جرم القتل، هو احدى الجرائم التي لا يتحرر المعتقل من اعتقاله، حتى انتهاء محاكمته. ورغم ذلك ليس في حالة أن قتل يهوديا عربيا.
وبعد أن امتدح العنصري كسبيت تصرف الجنديين، قال إنه "في حالة الفتيات (عهد وقريبتها)، فمن المجدي جباية الثمن منهن في فرصة أخرى، في أماكن مظلمة، بعيدا عن الشهود والكاميرات. إن عائلة تميمي يجب ان تتعلم درسا بأقسى طريقة، بأن استفزازات منهجية كهذه ضد الجيش الإسرائيلي، سيكلفها ثمنا باهظا".
ويمكن تفسير "في الظلمات" دعوة لارتكاب جرائم فاحشة، مثل الاغتصاب والقتل. وهذا ما ألمحت اليه أمس، الكاتبة شاي ليطمان، التي انتقدت بشدة بن كسبيت في مقال لها في صحيفة "هآرتس"، وتساءلت في مقالها، "ألم ترتعد يد كسبيت، حينما كتب هذه الأسطر؟ هل قرأ تلك العبارات بعد أن أنهى طباعتها على الحاسوب، وقبل أن يرسلها للمحرر، أو المحررة في الصحيفة؟ هل المحرر أو المحررة ترددوا قبل أن يصادقوا على تلك العبارة، التي رافقت كلمة "فتيات"، بقوله، "في الظلمات ومن دون شهود وكاميرات"، و"بإبداعية". هل شعروا براحة أمام هذا الكلام؟".
وتابعت ليطان قائلا، "إن عبارة من دون شهود وكاميرات، ليس فقد أنها ليست ديمقراطية، بل إنها استعلائية، ومقيتة، فهي دعوة لتصفية الحسابات مع فتاتين في الظلمات، وهي أيضا تعبيرا عن العنف الجنسي المنفلت، إن كان قصده هذا أم لا...".
وقالت النائبة عايدة توما سليمان من "القائمة العربية المشتركة"، في حديث لصحيفة"الغد" الأردنية، إن ما يكتبه المتطرف بن كسبيت، تجاوز الخطوط الحمراء كلها، ووصل الى درك غير مسبوق من الحقارة. وهو انعكاس للعقلية الاجرامية، التي تتملك الكثيرين من صنّاع الرأي الإسرائيليين. وهذا يعكس مدى حقده على شعبنا الفلسطيني. ولكن في هذه الحالة عينيا، فإنه يريد معاقبة الفتاة الصغيرة عهد التميمي، كونها فلسطينية تتمرد من أجل شعبها، وأيضا لكونها فتاة، كما هو حال المرأة الفلسطينية التي تدفع أثمان النكبة والاحتلال أضعافا أضعاف".
وأضافت، أنه في مجتمع طبيعي، تسود فيه الأخلاقيات الانسانية، فواحد من أمثال كسبيت كان سيُزج به في السجن فورا. ولكن نحن نعلم تماما أين نحن موجودون، وأي واقع نعيش، فما يكتبه كسبيت، هو "أخلاقيات" الاحتلال تماما، وهي ذات "الأخلاقيات" التي شهدها شعبنا إبان النكبة وما زال".
وقالت المديرة العامة لمركز الأبحاث "مدار" في رام الله، في حديث لوكالة "وفا"، إن الإعلام الاسرائيلي يقوم بهجوم عنيف على عهد التميمي، ويعتبرها هزت صورة وأسطورية جيشه، وذلك تماشيا مع الهجوم الذي يشنه سياسيون كبار وعلى رأسهم وزراء أمثال "بينيت، وليبرمان، وريغيف"..
وأضافت أن "بن كسبيت ليس مجرد صحفي من الدرجة الثانية، بل من أهم الصحفيين والمحللين السياسيين في اسرائيل، ويعمل بالإضافة لوظيفته في جريدة معاريف، كمحلل في موقع المونيتور الذي يتباهى بـ"موضوعيته".