قالت صحيفة “نيويورك تايمز″ إن المسؤولين العرب وفي الغرب لا يزالون يعملون على جمع القطع لفك أحجية احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية، مشيرة إلى أن العديد من هؤلاء لا يستبعد احتمال أن تكون الرياض أرادت من وراء ذلك إثارة الاضطرابات الداخلية في لبنان أو حتى اندلاع حرب.
وقالت الصحيفة استناداً إلى مقابلات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين والدبلوماسيين العرب والغربيين إنه لا يزال هناك الكثير من النقص في الرواية الحقيقية نظراً للضغط الممارس على الحريري من أجل التزام السكوت، فضلاً عن أن لا أحد يملك كل التفاصيل باستثناء الحريري نفسه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لبنانيين وصفهم الساعات الفاصلة بين وصول الحريري إلى الرياض وإعلان استقالته بـ”الصندوق الأسود”، وأنهم ترددوا في الضغط على الحريري من أجل الحصول على تفاصيل منه حول ما جرى، لكن أحد هؤلاء قال إنه لدى سؤال الحريري عن الموضوع أشاح بنظره إلى الأسفل، وقال إن “الأمر كان أسوأ مما تظنون”.
من بين المعلومات التي نقلتها الصحيفة عما وصفته بأحد فصول حكاية ولي العهد السعودي أن الحريري كان ممنوعاً من رؤية زوجته وأولاده، ومن التوجه إلى منزله لدى وصوله إلى الرياض، ما اضطره قبل الظهور على الشاشة وإعلان الاستقالة لأن يطلب من الحراس إحضار بدلة له. ولفتت الصحيفة نقلاً عن مسؤول لبناني رفيع إلى أن الحريري أمضى الأمسية بعد خطابه مع ولي العهد محمد بن سلمان في الصحراء.
ونقلت “نيويورك تايمز″ عن دبلوماسي عربي قوله إنه جرى تهديد الحريري بتهم فساد، مشيرة إلى أنه بعد ساعات فقط بدأت السلطات السعودية اعتقالاتها على خلفية قضايا الفساد، وهي اعتقلت إثنين من الشركاء السابقين للحريري، في رسالة له لتذكيره بموقفه الضعيف.