لم يكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مفاجئً للرسميات العربية، وخاصة الخليجية والمصرية منها، ولكن كانت الصدمة هي لشعوب الأمتين العربية والإسلامية، والتي خرجت بمسيرات حاشدة للتعبير عن سخطها واحتجاجها لتلك الخطوة المتهورة والرعناء.. نعم؛ إن ما حدث ما كان ليجرؤ عليه ترامب لولا موافقات أولية حظي بها في قمة الرياض في أكتوبر الماضي، حيث حضر طهابيب العرب والمسلمين وطأطأوا رؤوسهم أمام لغة الخطاب الاستعلائية لهذا الأمريكي الوقح، الذي جاءهم بقائمة من الإملاءات لمباركتها والعمل بها.. كان حكام الخليج وآخرون من حلفائهم هم من أعدّوا هذا المشهد المهين لكل هؤلاء القادة من زعماء الأمة، ليوقعوا صك التنازل عن القدس لبني صهيون.. مشهد رأيت ملامحاً مشابهة له خلال زيارتي لمتحف (Inquisition)؛ أي محاكم التفتيش، بمدينة قرطبة في إسبانيا عام 2010، حيث يتصدر مدخل المتحف تلك اللوحة الشهيرة للأمير أبي عبد الله الصغير (آخر ملوك بني الأحمر) يسلم مفاتيح غرناطة للملكة إيزابيلا الأولى وزوجها فيرديناند.. إن الذي تغير في مشهد اليوم هو أن هناك أكثر من طهبوبٍ عربي جاء يحمل بيديه مفاتيح القدس ليقدمها هدية لترامب وإيفانكا!! وتناسى هؤلاء الطهابيب أن القدس ليست ملك يمين لأحدٍ منهم، حتى يعرضها وكأنها سلعة تباع وتشترى وفق حسابات البترودولار!! تناسى هؤلاء – غباءً وجهلاً - أن هناك ملايين المسلمين تحميها بالمُهج والأرواح، وأن أجيال الأمة قالت كلمتها: "القدس في العيون، نفنى ولا تهون".
فالقدس التي خلَّدتها الكتب السماوية، والحضارات التي رسمت معالمها على جدرانها، ودماء المسلمين التي روت حجارتها كتاريخ للأمة، وكانت الشاهد على عروبتها وقداستها لآلاف السنين، وغدت - اليوم - مهوى أفئدة أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين حول العالم، لن يملك مفاتيح مساجدها وكنائسها إلا أهلها من الفلسطينيين، الذين عاهدوا الله على مواصلة الرباط في أقصاها والذود عن حياضها، وأن حرماتها خط أحمر، وأنها ستكون الصخرة التي تتحطم عليها كل أوهام الصهاينة السياسية والدينية، وأن الصراع عليها سيأخذ بعداً دينياً يتحقق معه وعد الله لعباده بالنصرة والتمكين.
زمن الطهابيب.. هكذا ضاعت القدس يا وطني!!
قال لي أحد الأصدقاء إني أراك تكثر من ذكر كلمة "الطهابيب" في مجالسك وكتاباتك، فما الذي تعنيه بذلك؟!
قلت له: الطهابيب أو بهاليل هذا الزمان هم من يملكون ناصية الحال، ويسوّقون علينا عثراتهم وخيبات الآمال.. هم من أضاعوا بجهلهم الوطن، وساهموا في تكريس الحزبية والعناوين التنظيمية مجهولة المآل، ولم يستوعبوا يوماً درس المهاجرين والأنصار!! هم من يراهنون على سذاجة الجماهير وبساطتها لتسمع ما يُروِّجون من الوهم، ويريدونك أن تكون ببغاء لهم؛ "عقله في أذنيه"!!
الطهابيب هم من سوَّقوا صمود أهلنا ودماء شهدائنا انتصاراً!! هم من تلاعبوا بعقولنا، ولم يعترفوا يوماً بحماقة كانوا وراءها أو خطأ ارتكبوه!!
الطهابيب هم من لا يسمحون بالنقد والمراجعة، ولا يطيقون سماع صوت الداعين لها!!
الطهابيب هم من يمسكون بتلابيب وعينا، وينعمون وجاهة على حساب ما نحن فيه من كارثة الصمت والخنوع!! ولا يسمحون لخيولنا أن تصهل!!
نحن يا أخي نعيش زمن "الطهابيب"، الذين أضاعوا الوطن وصرنا سباياه، وفي عهد ممالكهم غدت "عروس عروبتنا" عاصمة ليهود!!
الطهابيب هم من أشبعونا ضحكاً على خيباتهم، "وَلَكِنّهُ ضَحِكٌ كالبُكَا"!!
الطهابيب اليوم هم أحفاد "ملوك الطوائف" وورثة أبي عبد الله، الذين أضاعوا الأندلس، وبكوا أطلالها بصراعاتهم الحمقاء!!
الطهابيب اليوم هم من غضّوا الطرف عن تاريخ السابقين من "ملوك الطوائف"؛ فلم يقرأوه، ولم يتعلموا من مسيرة أخطائهم، ويأخذوا منها الدروس والعبر!!
الطهابيب اليوم هم عناوين السيادة والملك في كل أرجاء مشرقنا العربي والإسلامي، هم من يتربعون على مشهد الحكم والسياسة داخل الوطن وخارجه.
ما كان للقدس أن تضيع يا وطني لو كان في هؤلاء عرق ينبض.. القدس لدى بعضهم عنوان للمتاجرة الوطنية والحزبية، أشبعونا حديثاً عن صلاح الدين، الذي ما عرفت الابتسامة طريقها إلى وجهه والقدس محتلة في يد الأعداء، وهم كل يوم في شأن؛ ابتسامات واحتفالات.. لا مواجع ولا أحزان!!
القدس تنتظر الرجال.. فأين هُمو؟!
من حقنا أن نستذكر صفحات التاريخ، حيث إن عمر قضيتنا الفلسطينية أوشك أن يطوي سنواته السبعين، منذ أن وقعت النكبة وصار أكثر شعبنا لاجئين، حيث لم تتوقف استغاثتنا في العالمين!! ناشدنا العرب كما ناشدنا المسلمين، ولكننا كنا نعود بخُفيّ حنين!! ويصرخ بعضنا "يا وَحدنا" ألماً وحنيناً، لتبق معادلة الصراع قائمة كما عبّر عنها شاعرنا الكبير محمود درويش بكلماته التي كانت بلسماً للجرح ونافذة للتفاؤل: يا دامي العينين والكفين! إن الليل زائل، لا غرفة التوقيف باقية، ولا زرد السلاسل! نيرون مات، ولم تمت روما.. بعينيها تقاتل! وحبوب سنبلة تجف، ستملأ الوادي سنابل...!
نعم؛ لم يبق زعيمٌ في هذه الأمة الإسلامية إلا وتوجهنا إليه طلباً للدعم والمساعدة، فالقدس وفلسطين هي أمانة في أعناقنا أجمعين، ولكنَّ خيبات الأمل راكمتها السنون، حتى جاءنا اليوم من يحرف البوصلة، ويفرِّط عن جهالة بالقدس للإسرائيليين، ليحرف الصراع باتجاه استبدال العدو التاريخي للأمة بمقاتلة بلاد أخرى للعرب والمسلمين!!
ففي الوقت الذي كانت فيه القدس تنتظر الرجال من حكام العرب والمسلمين، جاءتها الطعنات من بعض هؤلاء بمنحها هدية للإسرائيليين!!
ولعلي هنا ألفت نظر كل الذين تواطؤوا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من بعض حكام الخليج، تذكروا ما قاله الرئيس التركي أردوغان "إذا ذهبت القدس فستذهب الكعبة والمدينة المنورة، وكل شيء خاص بنا"!! والأيام يا عرب.. يا ملوك العرب بيننا.
يا وَحدنا.. قالها الأوائل وعلى إثرهم الأواخر!!
عندما أسمع ما يتداوله بعض السعوديين من تغريدات مسيئة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي، أتساءل: كيف يتجرأ هؤلاء بتوجيه الاتهامات الغبية للفلسطينيين؟ ومن أعطاهم الأمان للتشدق بمثل هذه الوقاحات، وهم تاريخياً كانوا المدخل لتشويه صور العرب والمسلمين؟ أليست صورة العربي في السينما الأمريكية والممثلة بذلك الثري الخليجي الذي يلهث بسيارته الفاخرة خلف النساء أو المتطرف والإرهابي الذي يقتل بدم بارد!! أليسوا هؤلاء هم من جاءوا بكل تلك الإساءات والمشاهد السلبية لأمة العرب والمسلمين؟ أليس الفلسطيني في المشهد الإنساني هو ذلك الطفل والشاب الذي حمل روحه على كفه، وناطحت عينه مخرز الاحتلال؟ أليس الفلسطيني في مشهد الأمة العربية والإسلامية هو رمز العزة والكرامة، والذي وقف في معركة الصمود يصد عن قطاع غزة ببطولة وبسالة جيش المعتدين اليهود؟ أليس الفلسطيني هو ذاك الفتى والفتاة اللذان مرغت مشاهد شموخهما أنوف جند الاحتلال داخل وخارج ساحات المسجد الأقصى المبارك؟
كنا نتمنى على وسائل الإعلام في بعض دول الخليج وقبلها في مصر أن تستثمر في مشاهد الرجولة والعنفوان، كعناوين للأمة وكبرياء تاريخها المجيد، ولكن - للأسف - آثروا هؤلاء إلا إظهار الأمة بلا رجولة أو بطولة!! ولولا فضائية "الجزيرة" القطرية بنقلها الحقيقة في أبهى تجلّياتها من ميدان المواجهات، لقلنا إننا أمة قد تودع منها.
في البداية، جاءت بعض الوفود من بلاد الحرمين إلى فلسطين زائرين، قلنا لعلهم جاءونا مبشرين لدعم صمودنا والارتفاع بمعنويات المقدسيين، إلا أنهم سرعان ما فضحتهم اللقاءات والمواقف، حيث تبين أن غرض تلك الزيارات هو التطبيع والتقرُّب لشراء ودِّ وصداقة بني صهيون، فلما استقبلهم أهل بيت المقدس على بوات المسجد الأقصى بالأحذية العتيقة ولّوا مدبرين!!
نعم؛ لقد عانينا من حملات إعلامية ظالمة طالتنا من أبناء أمتنا؛ لأننا اختلفنا سياسياً مع البعض منهم، وكانت لنا مواقفنا التي لم تُرضِ طواغيت هذا الزمان، فقالوا فينا ما لم يقله مالك في الخمر، وسلقونا بألسنة حداد!! وعندما تصالحنا، تغيرت لغة الخطاب وصرنا كفلسطينيين "أجدع ناس"!!
هذه المواقف العربية تذكرني بالمشهد الذي رسمه الشاعر محمود درويش حول الغدر الذي عانينا منه من بعض قيادات أمتنا العربية، والذي حاول الشاعر أن يستقيه من المشهد القرآني في صورة يوسف، ويسقطه على واقعنا العربي البائس اليوم، بكل ما فيه من ظلم ونكوص، بعيداً عن تلك الرؤية التي تعاهدنا عليها للقدس وفلسطين؛ باعتبارها قضية الأمة المركزية، يقول شاعرنا وقد هاله مشهد التآمر والخذلان العربي: أَنا يوسفٌ يا أَبي.. إخوتي لا يحبُّونني!! لا يريدونني بينهم يا أَبي!! يَعتدُون عليَّ، ويرمُونني بالحصى والكلامِ!! يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني!! وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني!! وهم طردوني من الحقلِ.. هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي، وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي، حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي.. غاروا وثارُوا عليَّ، وثاروا عليك، فماذا صنعتُ لهم يا أَبي؟! الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ.. ومالت عليَّ السَّنابلُ، والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ.. فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي؟! ولماذا أَنا؟ أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا.. وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب.. والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي.. أبتي؛ هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ: إنِّي رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكباً، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟!
لست مكابراً عندما أعتز بوطني، وبالأرض المباركة التي اختارها الله مهداً لرسله أجمعين.. كانت القدس وبيت لحم والخليل عناوين القداسة لديانات السماء الثلاث؛ اليهودية والمسيحية والإسلام، وكانت كلها على هذه الأرض الفلسطينية التي باركها سبحانه للعالمين.. فأنا لكل هؤلاء الذين تطاولوا على فلسطينيتي - جهالة - أقول: نِعمَ الجريمة أن تكون هويتي أنيّ فلسطيني من أرض الحمى.
في الحقيقة، نحن لا ننكر أن الأمة تعيش في أسوأ أحوالها، من حيث تداعي الأمم على قصعتها، ولكن المشهد الذي عشناه مع الشهيد إبراهيم أبو ثريا؛ المقعد بنصف جسد، كان يرسل للأمة إشارات قوية بما هو مطلوب منها من واجب النُصرة للأقصى والقدس وفلسطين، وأنه لا عذر لأحد في التخلف أو التقاعس والغياب..
ولعل فيما كتبه الصديق والإعلامي القدير الأستاذ أكرم عطالله بيت القصيد، حيث أشار بأن إبراهيم أبو ثريا وحده وبنصف جسد كان ينوب عن كل هؤلاء، وحده بلا قدمين كان يسير نحو القدس عندما أذّنت فيهم جميعاً، ولم يأت منهم رجال من كل فجٍّ عميق!! وما بين إرادة تناطح الصخر في جسد مبتور، وبين جسد مترهل من المحيط إلى الخليج، كانت الحكاية نفسها تتجسد كما كل مرة، وكان الإسرائيلي يشرب نخب الانتصار!! نعم؛ لم تسقط السماء، كما قالت نيكي هايلي؛ مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، حيث إن من حقها أن تنتشي - استخفافاً وفرحاً - وهي ترقب ردود الفعل العربية والإسلامية، التي لم تكن بمستوى الجريمة؛ لأن السماء لم تسقط بسبب مدينة السماء!!
نعم؛ وبلا شك، إن ردود الفعل الرسمية العربية والإسلامية لم تكن على مستوى الحدث والجريمة التي ارتكبتها أمريكا بغطرسة قوتها، وهوان قادة أمتنا على العالمين، إلاّ أن هؤلاء الزعماء لم نكن يوماً نراهن على أحد منهم، حيث كانت القدس وفلسطين هي عنوان الأمة ومستقبل وجودها، والرهان هو على قدرات هذه الأمة في الزحف وتحقيق وعد الانتصار.
إن المتابع لما كانت ترسمه أقلام الشعراء والفنانين ورسَّامو الكاريكاتير من مشاهد ولوحات حول القدس، كانت في دلالاتها ومعانيها هي أن القدس عروس عروبتنا، وجوهرتنا السليبة، وهي في قلب كل مسلم من طنجة إلى جاكرتنا، والعهد لها قائم "يا قدس إنا قادمون"، أما هؤلاء الممثلون للرسميات العربية فهم في أغلبهم لا أمل في التعويل عليهم؛ حيث إن قيمتهم في ميزان الرجولة كما صورها الشاعر العراقي مظفر النواب أقرب إلى حالة "أولاد القحبة"، الذين لا تثيرهم وضعية الأمة وانحطاط مكانتها، ولا يحركهم كذلك اغتصاب مقدساتها.
وعلى نهج شاعرنا الثائر الحر مظفر النواب، كانت رواية القدس، سرديةٌ حاضرة في روائع اللافتات التي سطرها يراع الشاعر أحمد مطر، وأهمها (يا قدس معذرة)، والشاعر تميم البرغوثي في قصيدته (في القدس..)، التي نالت حضوراً واعجاباً كبيرين لدى الجمهور العربي، وريشة الفنان التشكيلي سليمان منصور؛ وهو صاحب اللوحة المشهورة (جمل المحامل)، التي رسمها في منتصف السبعينات من القرن الفائت، والتي تمثل عجوزاً فلسطينياً يحمل القدس وصخرة الأقصى على ظهره مربوطة بحبل الشقاء، وكذلك الفنان فتحي غبن وآخرون، والصور الكاريكاتيرية للفنان المتميز في ابداعاته عربياً ودولياً د. علاء اللقطة، والذي ما غابت القدس يوماً عن بوصلة فنه، وكان الأبلغ في تحريك الوعي العربي والأممي بقضية بلاده، ومن قبله أستاذ هذا الفن الشهيد ناجي العلي.
نعم؛ كفلسطينيين قد نشعر اليوم بغربة الخذلان العربي؛ لأن طهابيب هذا الزمان على خريطة بلادي، وفي كل الجوار قد أصابونا بالإحباط، ولكن القدس ستبقى البوصلة ومرساة السفينة وصرخة القبطان، حتى ولو لم يكن في ملامح المشهد والرواية ما يُبكي عينيك أيها الفلسطيني.. واعلم – حماك الله - أنه في القدس من في القدس.. لكن لا أرى في القدس إلا أنت!! إنه شرف الانتماء والهوية والدين يا ابن فلسطين.
على المستوى الشخصي فإن لسان حالي يقول: يا قدس يا سيدتي معذرة، فنحن أضعفنا الانقسام والحصار، وغدا الكثير من نشامى هذا الوطن بلا يدان، أسلحة مكدسة ينتظر رجالها النزال لتزهو بهم الساحات والميدان.. ولكن - وأسفاه – فإن عمقنا العربي تركنا بلا ظهر ولا سلطان، وأن كل الذي نملكه اليوم لقدسنا خطبة وبيان، وربما مسيرة غاضبة تزلزل المكان، وقلمٌ غيور يناصرنا عن بُعد، وريشة فنان!! وبرغم كل هذا الوهن، فنحن – يا قدس - على سيفنا قائمون بانتظار شارة صاحب الزمان.
ختاماً.. إن كل الإجراءات التي تمَّ اتخاذها حتى الآن ضد قرار ترامب بما فيها قمة منظمة التعاون الإسلامي، والتوجه لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ليس فيها – كما يقول د. سعيد الحاج - ما يضغط على الولايات المتحدة أو دولة الاحتلال.. وإن وسائل الضغط الحقيقية هي الإجراءات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها، وهي المرتبطة بالعلاقات المباشرة بهما بالنسبة للدول، ووقف العملية السياسية والتنسيق الأمني بالنسبة للسلطة، وما دون ذلك فمحض بلاغة كلامية، إن أحسنا الظن.!!
باختصار: إن من يريد أن يفهم كيف يتم التلاعب بمستقبل القدس، فإن عليه أن يقرأ كيف ضاعت الأندلس؛ لأن زمن "الطهابيب" لا يبعد في دلالاته كثيراً عن زمن "ملوك الطوائف". واسلمي يا قدس!!