كشف رئيس اتحاد الشطرنج الإسرائيليّ، تسفيكا بركائي، النقاب عن أنّ الاتحاد يقوم بممارسة ضغوطاتٍ دوليّةٍ هائلةٍ بهدف إلزام المملكة العربيّة السعوديّة بالمُصادقة على طلب المنتخب الإسرائيليّ المُشاركة في بطولة العالم التي ستُجرى أواخر الشهر الجاري في العاصمة، الرياض، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ السعودية تتواجد عمليًا في هذه القضية بين المطرقة والسندان. ومن الجدير بالذكر أنّ البطولة ستجري ما بين الـ26 وحتى الـ30 من شهر كانون الأوّل (ديسمبر) الجاريّ.
وقال بركائي، في مقابلةٍ نشرها موقع الاتحاد إنّه يوجد تعهد من قبل مُنظمي البطولة، أيْ الاتحاد العالميّ للشطرنج، بأنّه في حال رفض السلطات السعوديّة المُصادقة على مُشاركة المُنتخب الإسرائيليّ في البطولة، فإنّ الاتحاد العالميّ سيقوم بحرمان السعوديّة من الترخيص الذي منحه إيّاها بتنظيم ثلاثة مُسابقات في السنوات القادمة، على حدّ قوله.
وفي معرض ردّه على سؤال قال بركائي للموقع إنّ ممثلين عن الاتحاد العالميّ للشطرنج اجتمعوا مع السلطات ذات الصلة في المملكة السعوديّة، وقاموا بإبلاغ الإسرائيليين بأنّ طلباتهم للحصول على تأشيرات دخول إلى السعوديّة قد وصلت، وأنّ الأمر تتّم مُعالجته من قبل أحد الأمراء السعوديين، والذي سيُقرر في القضية، مُعربًا عن أمله في أنْ يكون القرار إيجابيًا.
في السياق عينه، ناشدت كبيرة لاعبات الشطرنج في إسرائيل، يوليا شوايجر، الساسة السعوديين السماح لها ولرفاقها الرياضيين بالمشاركة في بطولة العالم
وقالت اللاعبة التي تبلغ من العمر 23 عاما بحسب موقع “همكور” الإسرائيليّ إنّها حصلت على درجة محترفة دولية في رياضة الشطرنج، وفازت في الماضي بكأس بطولة أوكرانيا للفتيات وتحتل المرتبة الـ39 دوليًا في الترتيب النسائي- مضيفة: “إنني في صعود متواصل وأنظر إلى الوصول إلى أعلى المراتب العالمية، بطولة السعودية ستكون فرصة بالنسبة لي لمنافسة اللاعبات الأفضل في العالم”.
وأضافت “إذا سمح لنا السفر إلى السعودية سنكون ضيوفًا مهمين. أنا متأكدة أنّ السعوديين يجيدون الضيافة وسيستقبلون الجميع بحفاوة”، مؤكّدة أنها لا تخشى الوصول إلى السعودية.
يذكر أن 7 رياضيين – امرأتين و5 رجال- قدموا طلبًا للحصول على تأشيرة دخول إلى السعودية للمشاركة ببطولة العالم في الشطرنج، التي ستعقد في الرياض نهاية الشهر الجاري. وإلى الآن لم يرد السعوديون على الطلب. وينتظر المنظمون في الرياض قرار المستوى السياسي في الشطرنج في الرياض.
وشدّدّت المصادر في تل أبيب في حديثها لصحيفة (يديعوت أحرونوت) على أنّ السعوديّة مُلزمة بحسب الاتحاد العالميّ للشطرنج باستقبال جميع اللاعبين من جميع دول العالم، وفي حال رفضها ذلك، فإنّ الاتحاد العّام قادرٌ على إلغاء البطولة ومُصادرة الجوائز التي رصدتها الرياض للمُتنافسين الذين سيفوزون بالجوائز، على حدّ تعبيرها.
ولكن من الجهة الأخرى، عبّرت المصادر عينها عن أملها في أنْ تُوافق السعوديّة على استقبال اللاعبين الإسرائيليين، خصوصًا وأنّ العلاقات السريّة بينهما بدأت تطفو على السطح، بعد قيام قائد هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوط، بالإدلاء بحديثٍ صحافيٍّ “تاريخيٍّ” لموقع (إيلاف) السعوديّ، وهو أكبر موقع الكترونيّ تابع للمملكة.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ مُشاركة المنتخب الإسرائيليّ في البطولة بالسعوديّة ستكون مشابهةً تمامًا لمباراة تنس الطاولة (بينغ-بونغ)، التي جرت في العام 1971 بين المنتخب الأمريكي ونظيره الصينيّ، والتي أدّت إلى كسر الجليد بين الدولتين، والتقارب بينهما ومن ثمّ إقامة علاقات دبلوماسيّة كاملة بينهما.
وبحسب الدبلوماسيين الإسرائيليين، الذين تحدّثوا للصحيفة العبريّة، فإنّه بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، فإنّ مشاركة المنتخب الإسرائيليّ في البطولة ستكون بمثابة امتحان لوليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان، الذي على حدّ قولهم، يقود تغييراتٍ دراماتيكيّةٍ في المملكة.
وخلُصت الصحيفة العبريّة إلى القول إنّه في حال مشاركة المنتخب الإسرائيليّ في البطولة فإنّ ذلك سيكون إنجازًا تاريخيًا وتمهيد الطريق أمام العلاقات الأخرى بين الرياض وتل أبيب، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ المُنتخب الإسرائيليّ شارك قبل أربعة أعوام في بطولة العالم التي جرت في أبو ظبي.