كتب يوسي ميلمان في معاريف : - ثلاثة صواريخ أطلقت أمس من غزة باتجاه إسرائيل، حيث وجه اثنان منهم باتجاه "سديروت" واعترضتهما القبة الحديدية، بينما سقط الثالث في منطقة مفتوحة في المجلس المحلي "اشكول". في المجمل، ومنذ اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، أطلق 15 صاروخًا، إنه التركيز الأكبر الذي تم تسجيله منذ "الجرف الصامد" قبل ثلاث سنوات ونصف.
في إسرائيل يقدرون بأن الصواريخ قصيرة المدى في أغلبها من طراز "قسام" تطلقها تنظيمات سلفية مارقة، إنها تنظيمات تعيش حالة من الصدام مع حكم حماس، ولديها رغبة في إثارة الاستفزازات والتسبب بجولة عنف جديدة رابعة بين غزة وإسرائيل؛ وبالتالي تحاول حماس كبح إطلاق الصواريخ خشية التصعيد، لكن وعلى خلاف الماضي رغبتها في كبح "التقطير" تضعف شيئًا فشيئًا.
عندما يدعو قادتها إلى انتفاضة جديدة ردًا على إعلان ترامب، فهم بالتالي يتمنون أن تندلع في الضفة لكن يصعب على التنظيم كبح إطلاق النار. في المقابل، إسرائيل من جانبها ترد ردودًا فورية، مرة بإطلاق قذائف دبابات ومرة بقصف من الجو تستهدف مواقع عسكرية لحماس، وإن يكن مستوى الردود تشتد حدته من صاروخ لآخر.
هذا كله يدور، وفي الخلفية مظاهرات شعبية مرفقة بإلقاء الحجارة باتجاه قوات الامن في الضفة، وعلى الجدار في غزة أيضًا، وغدًا ينقضي أسبوع على "يوم الغضب"، حاليًا خُلقت حلقة مفرغة من الانجرار إلى العنف المتفاقم.
في الأجهزة الأمنية يسود شعور بأن السلطة الفلسطينية تجد صعوبة في الواقع الذي أوجد ان تكبح بكامل قوتها التدهور الحاصل. قوى الأمن التابعة لها يعملون وكأنما يقودهم الشيطان، رغم أنهم مستمرون بالتنسيق الأمني مع زملائهم الإسرائيليين، وذلك ان الطرفين يستعدان ليوم الجمعة القادم، الذي تحرض حماس على مشارفه وتدعو الشباب للخروج للتظاهر ومسيرات الاحتجاج.
رغم ان الطرفين غير معنيين بمواجهة؛ إلا أنهما مثل من يمتطي ظهر نمر ويظنون بأنهم سينجحون في السيطرة عليه، ولكن في نهاية المطاف قد يجدون أنفسهم يفقدون السيطرة.
ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها،