افتتحت جامعة الإسراء والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان صباح اليوم، فعاليات مؤتمر "تفعيل ضمانات وآليات الحماية الخاصة بمناهضة التعذيب في فلسطين"، في قاعة المؤتمرات بجامعة الإسراء، بحضور رئيس الجامعة الدكتور عدنان الحجار، ومدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أ. جميل سرحان، ومستشار الرئيس لحقوق الإنسان الدكتور كمال الشرافي، والدكتور علاء مطر رئيس المؤتمر، ولفيف من رؤساء الجامعات، والنواب، والأكاديميين والباحثين.
الحجار: الإعلان العالمي لحقوق الانسان لا يزال حبراً على ورق ولم يُنصف الفلسطينيين
ورحب الدكتور عدنان الحجار رئيس الجامعة، والرئيس الفخري للمؤتمر، بجميع الحضور كل باسمه ولقبه، وثمن دور القائمين على المؤتمر بلجانه الثلاثة اللجنة العلمية والتحضيرية والإعلامية.
وقال: "إن هذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة بالشراكة مع الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، يأتي والعالم يحيي الذكرى 69 للإعلان العالمي لحقوق الانسان، والذي بقي حبراً على ورق فيما يتعلق بالفلسطينيين، رغم ما تضمنه من مبادئ وقيم وقواعد لحماية حقوق الانسان، إلا أنه بقي عاجزاً أمام الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، ورفع الظلم التاريخي عنه.
وأضاف، أنه إدراكاً من الجامعة بأهمية البحث العلمي، يعد البحث العلمي أساساً لعمل الجامعة، وهذا المؤتمر يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات التي عقدتها الجامعة وستعقدها قريباً في مجالات مختلفة، لما لها من أهمية في تطوير المجتمع بما تقدمه من إسهامات بحثية محكمة.
وأضاف: "أنه في ظل احتفال العالم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليقرر القدس عاصمة لـ "إسرائيل"، بشكل مخالف للقوانين الدولية، ويمثل قراره اعتداء على المقدسات والحقوق الفلسطينية".
وأعرب عن أمنياته أن يخرج المؤتمر بتوصيات ونتائج تسهم في تفعيل ضمانات وآليات الحماية الخاصة بمناهضة التعذيب في فلسطين.
مطر: إسرائيل تمارس التعذيب الممنهج بحق معتقلينا في سجونها
بدوره، أوضح رئيس المؤتمر د. علاء مطر، أن المؤتمر تزامن انعقاده مع ذكرى الإعلان العالمي لحوق الانسان، الذي يعتبر رأس هرم الشرعية الدولية لحقوق الانسان، والذي نص في المادة الخامسة منه على حظر التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية وما تلاه من اتفاقات دولية خاصة بمناهضة التعذيب لاسيما اتفاقية مناهضة التعذيب. وقال:" بكل أسف يحتفل العالم اليوم في ذكرى الاعلان العالمي ومازال الاحتلال الاسرائيلي وبشكل ممنهج ومقنن وعلى نطاق واسع يرتكب كل أساليب التعذيب بحق معتقلينا، بالإضافة إلى صمت المجتمع الدولي ودعمه لجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هذا الإعلان العالمي يأتي ومازال يمارس في سجوننا التعذيب، معرباً عن أمله من خلال المؤتمر أن نقف عند واقع التعذيب في فلسطين، ويخرج بنتائج وتوصيات من شأنها تفعيل الضمانات سواء الدستورية أو القانونية لمناهضة التعذيب في فلسطين، وتفعيل الاليات الاقليمية والوطنية والدولية لمناهضة التعذيب في فلسطين، أملاً منا بمنع التعذيب في فلسطين.
سرحان: رصدنا آلاف حالات التعذيب في سجون السلطة وحماس
في ذات السياق، أوضح جميل سرحان نائب مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان لقطاع غزة، أن هذا المؤتمر يتناول ضمانات الحماية القانونية لكل ضحايا الارض، ضحايا التعذيب. مستذكراً ما يقارب السبعين شهيداً من شهداء الحركة الوطنية الأسيرة الذين سقطوا أثناء وجودهم في أقبية التحقيق الاسرائيلية، سقطوا نتيجة الوسائل العنيفة التي مُورست بحقهم في سجون الاحتلال، من شبح وضرب وحرمان من النوم، ووسائل نفسية متعددة.
وأوضح أن إدارة السجون الاسرائيلية شرعت لها كل السلطات الاسرائيلية ممارسة التعذيب، بما فيها ما تسمى بمحكمة العدل الدولية.
وفي ذات السياق، أوضح أن التعذيب مُورس في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وسجون حركة حماس في قطاع غزة خلال الانقسام، رغم أن القانون الفلسطيني يؤكد على أن أي قول أو اعتراف ناتج عن ضغط أو إكراه لا يؤخذ به.
وقال:" مارست السلطة في الضفة وحركة حماس في غزة التعذيب بشكل كثيف وشكلت في ممارستها لهذا التعذيب ظاهرة. وأكد أن الهيئة رصدت آلاف الحالات خلال العشر سنوات الماضية على الرغم من القرارات الصادرة من أعلى المستويات السياسية إلا أن عدم المحاسبة وعدم وجود هياكل إدارية تحقق الرقابة الفعلية شكل أساس لاستمرار التعذيب.
الشرافي: يجب أن نناهض التعذيب لأننا يُمارس علينا إرهاب دولة
من جهته، نقل ضيف المؤتمر الدكتور كمال الشرافي مستشار الرئيس لحقوق الإنسان، تحيات الرئيس محمود عباس، على هذا العمل الرائع، الذي تشارك فيه جامعة الإسراء والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان. وأكد أن هذا العمل الجمعي المشترك يستحق كل التقدير والاحترام.
وقال:" نحن كدولة فلسطين، انضممنا لجميع الاتفاقات المتعلقة بحقوق الإنسان ونقدم تقريراً سنوياً لتلك الهيئات، ونتطلع إلى هذا العمل باعتباره يشكل قيمة للمجتمع الفلسطيني.
وأضاف، أنه لا يمكننا أن نوقف حالات التعذيب دون أن نرسخ ثقافة ضد هذا الفعل الذي يمثل جريمة، ونحن كفلسطينيين نرى أننا أحوج ما نكون لأن نناهض التعذيب أكثر من غيرنا، لأننا يمارس علينا ليس فقط التعذيب وإنما إرهاب دولة بكل ما تعني الكلمة من إرهاب طيلة ساعات النهار، إضافة إلى ما مورس مؤخراً من قبل رئيس أكبر دولة في العالم بأنه منح عاصمة لدولة ليس له علاقة بها.
وأكد أن هذا القرار لا يساوي لنا شيئاً، ولن يغير شيئاً عن الأرض، ونحن على يقين أننا سننتصر رغم كل أشكال الإرهاب التي تمارس بحقنا.
يُشار إلى أن هذا المؤتمر تعقده كلية الحقوق بجامعة الإسراء مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، في إطار تعزيز حماية حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وفقاً للقوانين المحلية والدولية. وستتخلل جلسات المؤتمر استعراض ملخصات ما يزيد عن 15 بحثاً محكماً محلياً ودولياً ستتناول واقع التعذيب في فلسطين، وضمانات مناهضة التعذيب، لإضافة إلى حماية وتعويض ضحايا التعذيب، وآليات حماية حق الإنسان في عدم التعرض للتعذيب.