اكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن إسرائيل "دولة احتلال وشرطتها تستهدف الشباب والأطفال ومقاتلاتها تقصف قطاع غزة لأنها تعتبر نفسها قوية".
جاء ذلك في كلمة ألقاها، السبت، خلال الجلسة الختامية لأسبوع الابتكار وريادة الأعمال بمدينة إسطنبول، وعلّق خلالها على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واستخدام إسرائيل القوة في قمع الفلسطينيين المحتجين على القرار.
وقال: "لا يمكن ترك القدس تحت رحمة دولة تمارس إرهاب الدولة ضد الفلسطينيين منذ أعوام. ولا يمكن ترك مصير القدس بأيدي دولة احتلال تغتصب الأراضي الفلسطينية دون أي اكتراث بالقوانين والأخلاق منذ 1967".
ووصف اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، بأنه "طعنة في الضمير الإنساني وانتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة، والقرارات الدولية ذات الصلة".
وأردف قائلاً: "إسرائيل دولة محتلة، وقامت منذ عام 1948 باحتلال أراض فلسطينية، واليوم تكاد دولة فلسطين غير موجودة على الخارطة، وأقولها بصراحة إنّ القوي لا يعني أنه محق، إنما صاحب الحق هو القوي".
وأشار إردوغان أنه يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع زعماء العالم بشأن أزمة القدس، مشيراً أنّ هذه الأزمة لا تخص المسلمين فقط، بل العالم المسيحي وبعض اليهود أيضاً.
ولفت الرئيس التركي إلى أنّه "من غير الممكن إدارة العالم استناداً إلى رغبات وأهواء شخص واحد، وأنّه مع استمرار سياسة التفرد في الراي، يعني استمرار المأساة في العديد من المناطق حول العالم".
واعتبر ترك القدس بيد دولة احتلال "بمثابة ترك حملٍ لمصيره بين براثن ذئب متوحش".
وتابع: "القدس قرّة عيوننا، وقبلتنا الأولى، وليعلم الجميع أنّ القدس خط أحمر بالنسبة لنا"، ولـ1.7 مليار مسلم حول العالم"، مشددا على أن "قرار الولايات المتحدة حول القدس لا يتوافق مع القانون الدولي والضمير والعدل وواقع المنطقة".
واعتبر أن "الضربة الأكبر التي أنزلها هذا الإعلان (اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل) كانت موجهة إلى مجلس الأمن الذي يضم الولايات المتحدة".
وأوضح أن "الولايات المتحدة اعتبرت قرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر في 1980 بحكم الملغي"، مؤكدا أنه "لا يمكن لبقية الدول أن تثق بأمم متحدة يتجاهلها حتى الأعضاء الدائمون بمجلس الأمن.
وينص قرار مجلس الأمن رقم 478، على عدم الاعتراف بالقانون الأساسي الذي صدر عن حكومة إسرائيل بشأن ضم القدس إليها.
ولفت إلى أن "ترامب يريد فرض أمر واقع، لكن إدارة العالم ليست بهذه السهولة".
وتابع: "كونك قوي فإن ذلك لا يمنحك هذا الحق في فرض إرادتك، فإن قادة الدول الكبرى مهمتهم صنع السلام وليس إثارة الصراع".
وشدد على أن تركيا تعتبر قرار ترامب حول القدس "ملغيا وباطلا".
ودعا العالم الإسلامي إلى عدم التفريط بمدينة القدس، مشيراً في هذا السياق إلى الدفاع عن المدينة ضمن إطار القانون والوسائل الدبلوماسية.
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية.