أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الشعب الفلسطيني سيمضي بكل قواه في رؤية خطة استراتيجية على المستوى الفلسطيني والأمة، "حتى نصل لنقطة النهاية؛ وهي العودة للقدس ولكل أرض فلسطين".
وقال هنية في كلمة عبر قناة القدس: بشكل واضح نقول إن الوحدة التي تتجلى داخل أرضنا الفلسطينية، تجلت في ساحة المقاومة والانتفاضة، متابعا: "مزقتنا أوسلو والاتفاقيات، وتوحدنا المقاومة والانتفاضة والممانعة السياسية".
خطة استراتيجية
وأشار هنية إلى أنه تحدث مع كل الفصائل حول وضع رؤية واستراتيجية متكاملة في إطار خطة زمنية متدحرجة للعمل سويا على كل المستويات من أجل إسقاط قرار ترمب وتحرير القدس ودحر الاحتلال، وعودة الشعب الفلسطيني لأرضه ووطنه.
ووجه التحية للشهداء الذين ارتقوا اليوم في أول أيام انتفاضة حرية القدس والضفة ودفاعاً عن الإرادة الفلسطينية والعربية والإسلامية.
وعبّر هنية عن تقديره العالي لتجاوب الجماهير داخل الأرض الفلسطينية وخارجها مع الدعوة التي أطلقها ليكون اليوم الجمعة 8-12 يوم الغضب ويوم إطلاق شرارة الانتفاضة.
وقال هنية: إن هذه الحراكات والانتفاضة المباركة تحمل رسالتين في غاية الأهمية؛ الأولى الرفض المطلق لقرار الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالقدس، فيما كانت الرسالة الثانية هي الاستعداد للتضحية من أجل الدفاع عن القدس وإسقاط هذا القرار.
وأضاف: اليوم جماهير شعبنا المنتفضة بالقدس والضفة في مخيمات الشتات وكل مناطق القدس والشتات وأمتنا العربية والإسلامية، تؤكّد أنّ القدس هي عاصمة الرجولة والشجاعة والشهامة، وعاصمة كل أحرار العالم الذين يتطلعون للحق والعدل والمساواة.
وجدد هنية البيعة مع القدس والأقصى، مؤكّداً أن أولى القبلتين وثاني المسجدين ومسرى رسول الله لا يمكن إلا أن تظل إسلامية، "لا شرقية ولا غربية إسلامية إسلامية"، مشددا على أن قرار ترمب لا يمكن أن يغير حقيقة التاريخ والجغرافيا وهوية المدينة.
ودعا للاستمرار والتقدم نحو الأقصى والقدس، وقال: "نحن لا يمكن أن نقبل بأنصاف الحلول، وواهم من يعتقد أن موقفنا سوف ينتهي بالشجب أو الاستنكار أو المظاهرات التي تفرغ الشحنات العاطفية".
اتصالات
وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس أن حركته أجرت اتصالات مع العديد مع القيادات العربية والإسلامية، مشيرا إلى الدعوة لعقد قمة إسلامية عاجلة للبحث في هذا القرار الجائر ومآلاته.
وتابع: الأهم من ذلك السياسات التي يمكن أن يتفق عليها القادة متمثلة بانتزاع القدس من هويتها العربية والإسلامية.
وأكد أنّه تلقى اتصالًا من أمير قطر، ووضعه في صورة الاتصالات وسلسلة الاتصالات التي قام بها من العديد من الدول والمستويات والجهود التي تبذل على هذا الصعيد.
كما أشار إلى الاتصال الذي تلقاه من نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني، وقال: أعرف أن البرلمان اللبناني ينعقد اليوم ليقول كلمته الفصل في هذه المسألة.
كما ثمن رسالة الرئيس سعد الحريري، وإضاءة مبنى السراي الحكومي بصور الأقصى والقدس، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا مشتركا بين الأحزاب في لبنان للاتفاق على برنامج للأيام المقبلة.
وفي معرض حديثه، قال رئيس حركة حماس: نحن أمام تحول كبير جداً أن الإدارة الأمريكية معزولة، وأن هذه الحراكات الضخمة سوف تحاصر قرار ترمب، وتسقطه شاء أو أبى.
متطلبات المواجهة
وحول قرار السلطة عدم استقبال نائب الرئيس الأمريكي، قال: خطوة جيدة، ونحتاج للمزيد، ونحن في لقائنا بقيادة فتح تحدثنا بعمق ومطولاً حول القرار الأمريكي، ومتطلبات المواجهة لهذا القرار ميدانياً وسياسياً، وأكدنا أننا جاهزون ومستعدون للقاءات الفلسطينية وعلى أعلى المستويات من أجل التباحث في رسم السياسات المستقبلية.
وأكد ضرورة إعطاء الميدان مساحة واسعة من العمل تحديداً في القدس والضفة من أجل انخراط الجمهور الفلسطيني كله لإسقاط هذا القرار الجائر.
جلسة مجلس الأمن
وتابع هنية في حديثه: بعد سويعات سيعقد مجلس الأمن جلسة خاصة للبحث في قرار الرئيس ترمب، موجهاً الشكر للدول الثماني التي طلبت عقد هذا الاجتماع وبشكلٍ عاجل لدراسة التطورات الخطيرة المترتبة على هذا القرار، وهي دول معروفة لدينا بما فيها مصر.
وأكد أنه لا بد لمجلس الأمن أن يتحمل هذه الليلة المسؤولية الكاملة في كبح جماح هذا التحول الأمريكي، ووضع حد للتغول الصهيوني، معللا بأن هذا القرار هو تعدٍّ صارخ على مجلس الأمن والقرارات الدولية والقرارات ذات الصلة بالقدس المحتلة.
وقال: مجلس الأمن والدول يجب أن تسجل موقفها بكل وضوح؛ لأن الدول بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ضد هذا القرار وكذا روسيا والصين"، وتحدثنا مع ملادينوف، وكان الموقف الروسي واضحاً تجاه هذا القرار بما يعنيه من مخاطر حقيقية، والأمم المتحدة التي عبر الأمين العام عن الموقف بكل وضوح.
وأكد أن القرار لا يعني أنه يضرب ما يسمى بعملية السلام، بل يضرب الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، ومسؤولية مجلس الأمن حماية الإقليمي والدولي.
وختم هنية حديثه قائلا: إننا شعبًا وأمة أخذنا قرارنا أننا سنمضي في مواجهة هذا القرار الأرعن سياسياً وميدانياً، وسنتوحد كلنا في مواجهة هذا القرار، ومجلس الأمن يجب أن يتناغم مع حركة الجماهير ومع أحرار العالم والعديد من الدول.