ساوى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، بين اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبين وعد بلفور والنكبة واحتلال القدس عام 1967، ووصف الاعتراف بإحدى اللحظات الكبيرة بتاريخ الصهيونية.
وقال نتنياهو في بيان له، إن "هناك لحظات كبيرة في تاريخ الصهيونية، وعد بلفور وإقامة الدولة وتحرير القدس، وخطاب ترامب يوم أمس"، وأضاف نتنياهو أنه "قلت لترامب: صديقي الرئيس، أنت على وشك صناعة التاريخ، وهذا ما فعله".
وفي الأيام العشرة الأخيرة تحدث نتنياهو مع ترامب هاتفيًا ثلاث مرات، واحدة أعلن عنها قبل الخطاب بيوم واحد، وبحسب موقع "واللا"، أوضح نتنياهو لترامب الأهمية التاريخية لأن يعترف الرئيس بالقدس عاصمة إسرائيلية، وأنه الوضع القائم في الأماكن المقدسة سيبقى كما هو.
وكثف نتنياهو جلساته، اليوم الخميس، مع مستشارين ومسؤولين أمنيين وسياسيين، لبحث التطورات بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي أعقاب خطاب ترامب، بدأت الخارجية الإسرائيلية بالتحضير لم وصفتها بـ"الهجمة الدبلوماسية" التي ستتعرض لها إسرائيل، وعقدت اجتماعات ومشاورات حول إدانات محتملة من الأمم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية ومجلس التعاون الإسلامي.
وأصدرت الخارجية تعليمات لسفاراتها بتكثيف الدعاية لإسرائيل والتركيز على العلاقة التاريخية بين القدس والشعب اليهودي، والتشديد على ضرورة لجم الردود العربية واستعمال الخطابات المتزنة.
وانتقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، الجنرال (في الاحتياط) غيورا آيلاند، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، خطاب ترامب، ووصفه بأنه "خطوة فارغة من مضمون، من جهة، وضارة جدا من الجهة الأخرى". واعتبر أن ترامب كان حذرا في خطابه حيال "تعزيز مطلبنا بـ’القدس الموحدة’" وأن "مصلحة إسرائيل" لا تستدعي فرض حكم إسرائيل على "القدس الكبرى كلها"، لافتا إلى أنه "من الواضح أن أي اتفاق مستقبلي سيستند إلى خطوط العام 1967 مع تعديلات طفيفة، ما بين 2% - 3%"، وأن إسرائيل، في حال التوصل إلى اتفاق كهذا، ستنسحب من مناطق واسعة في القدس المحتلة بينها جبل المكبر ومخيم شعفاط وكفر عقب.
وأضاف آيلاند أنه "حتى من لديه رأي مختلف إزاء المصلحة الإسرائيلية، سيكتشف أن تأثير الخطاب على طبيعة الحل الدائم سيكون مهدوما"، مشيرا إلى خطاب ألقاه الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن، عشية تنفيذ خطة الانفصال عن غزة، وألمح فيه إلى الاعتراف بأن الكتل الاستيطانية ستبقى جزءا من إسرائيل، لكن "هذا التصريح تلاشى مع مرور السنين ولم ترافقه أية خطوات"، بمعنى أن الولايات المتحدة لم تعترف بشرعية المستوطنات ولا بأنها جزء من إسرائيل.